لاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين
الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين
مقدمة: يصاب الأطفال والمراهقون بالاكتئاب تماما كما يصاب البالغون بهذا المرض. ما يجعله موضوعا مستقلا هو أن طيف الأعراض وشكلها وتأثيراتها قد تكون مختلفة بعض الشيء عن الاكتئاب لدى البالغين وأيضا مختلفة من مرحلة إلى أخرى كون الطفل في طور النمو والتغير الجسدي والنفسي أيضا.
قد لا يعرف الكثيرون أنه حتى الأطفال في سن الرضاعة يصابون بهذا المرض وبشكل يؤثر على نموهم الجسدي والعقلي والعاطفي.
بعض أسباب الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين:في الغالب لا يكتئب الطفل بالذات إلا بوجود سبب أو أسباب قوية قد تكون معلومة وقد تكون داخلية غير واضحة للعيان إلا بالتدقيق والفحص والاستقصاء. قد يوجد سبب واحد ولكن في الغالب تتضافر العوامل المختلفة مع بعضها البعض لتسبب هذا الاضطراب القوي في المزاج.
أكثر من 50% من الأطفال والمراهقين كانوا يعانون من نوعين أو ثلاثة من الضغوط النفسية خلال فترة العام الأخير من حياتهم قبل أن يصابوا بهذا المرض.
يمكن تقسيم الأسباب إلى: أسباب وراثية, الضغوط النفسية والحياتية والأسرية, وأخيرا أسباب طبية جسمانية.
الوراثة: في حالة وجود اكتئاب لدى أحد الوالدين, فإن ما نسبته 40% من الأطفال في الأسرة سيصابون بالاكتئاب قبل بلوغهم سن الـ 20 سنة. وكلما كان سن الوالدين أصغر عندما أصيبوا بالاكتئاب كلما زادت نسبة إصابة أطفالهم بنفس المرض. الأم تحمل أهمية أكبر في الجانب الوراثي, فكلما كان اكتئابها أشد, كلما كان اكتئاب الأطفال أشد أيضا ويكونون معرضين للموت انتحارا بنسبة أكبر أيضا.
الضغوط النفسية والحياتية والأسرية: الطفل والمراهق حساسان جدا لما يجري حولهما وبالذات في المنزل الذي هو البيئة الأولى التي تحتضنهم ومصدر الأمان لهم.
وجود حالة انفصال بين الأم والطفل يعد من أخطر الأمور التي تحصل للطفل وتجعله فريسة للاكتئاب حتى لو كان رضيعا. من الضغوط الأخرى هي وجود خلافات شديدة في المنزل تجعل من الطفل لا يشعر بالأمان والاطمئنان.
في حالة وجود مدمن على الخمور أو المخدرات في الأسرة وبالذات من الوالدين فإن هذا بالتأكيد سيشكل في النهاية ضغطا نفسيا هائلا على الطفل قد لا يطيقه وينتهي به الأمر إلى الانطواء والكآبة.
سوء معاملة الطفل واضطهاده بأي شكل (النفسي والجسدي والجنسي) وكذا المراهق أيضا من أسباب الكآبة لهم التي لا يمكن تجاهلها. ردة فعل الطفل والمراهق قد لا تكون خارجية بل تبقى حبيسة في داخله وتؤدي به إلى الكآبة. الإهمال أيضا يعد نوعا من أنواع سوء المعاملة التي تؤدي بالطفل للمشاكل النفسية ومنها الاكتئاب.
مشاهدة البرامج التلفزيونية بكثافة وبالذات تلك التي تعرض الطفل للضغط النفسي والخوف من العوامل التي تؤدي للإصابة بالاكتئاب. أشارات الدراسات إلى أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون لأكثر من ست ساعات متواصلة يوميا يكون أكثر عرضة للاكتئاب ممن لا يتعرض لنفس الكمية من المشاهدة.
عوامل طبية وجسمانية: تعاطي المخدرات مثل الماريجوانا والخمر قبل الإصابة بالاكتئاب يعتبر إحصائيا من العوامل التي تؤدي للإصابة بالاكتئاب في أوساط المراهقين لاحقا.
الكثير من الأمراض الجسدية التي تصيب الطفل كالربو والسكر واضطرابات الغدة الدرقية وغيرها هي من عوامل الإصابة بالاكتئاب.
الأمراض النفسية والعصبية مثل اضطراب شح الانتباه وفرط الحركة (ADHD), متلازمة توريت, التوحد (Autism), اضطرابات القلق بأنواعها مثل الرهاب والوسواس القهري كلها تعد أرضية خصبة للتسبب في الاكتئاب في الأطفال المراهقين.
الاكتئاب في الأطفال قد يؤثر بشكل أكبر منه لدى البالغين لأسباب ومنها:
- يصعب على الطفل التعبير عما يعانيه.
- قد يتلقى العقاب على أعراض الاكتئاب التي قد تبدو كالعناد أو أنه فاشل في دراسته مما يفاقم مشكلة الاكتئاب أكثر.
- أن الطفل يصاب به وهو في مرحلة التأسيس لشخصيته ومداركه ومرحلة التعليم الأولى.
- أن الاكتئاب قد يغير مجرى حياة الطفل للأبد أي أن ينتقل الاكتئاب وتأثيراته إلى مرحلة عمرية بعد الطفولة.
- صعوبة التشخيص لحالاتهم حتى من قبل أمهر المختصين مما يفوت عليهم فرصة العلاج.
أرقام وإحصائيات:
- حوالي 2% من الأطفال من المجموعة العمرية (6 – 12 سنة) يصابون بالاكتئاب.
- قد يصل عدد الأطفال واليافعين المصابين بالاكتئاب إلى 3 ملايين في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها.
- مع التقدم في العمر وتجاوز عمر الطفولة إلى المراهقة, تزداد النسبة الكلية إلى 4%.
- 50% من المراهقين المصابين بالاكتئاب يصابون بانتكاسة في حالاتهم خلال 7 سنوات.
- نسبة إصابة الذكور مساوية للإناث.
- ازدادت نسبة إصابة الأطفال والمراهقين بهذا المرض في الخمسين سنة الأخيرة.
متى ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن الطفل والمراهق مكتئب؟- عندما يلاحظ أنه يعاني من حزن مستمر لفترة طويلة.
- عندما يتفوه أو يلمح للانتحار أو تفضيل الموت على الحياة.
- تدهور ملحوظ جدا في أداءه الدراسي.
- تدهور ملحوظ ومفاجئ في سلوكه وتعامله بعد أن كان مهذبا ولبقا.
- العصبية المستمرة والغير مبررة.
- عندما يفقد اهتمامه بما كان يعد مصدرا لاستمتاعه وفرحه كالألعاب والاحتكاك بأقرانه.
- عندما يبدأ بتعاطي مواد محظورة بما لا يتفق وطبعه وسلوكه المعتاد.
الاكتئاب في السنة الأولى من عمر الطفل:
ويطلق عليه الاكتئاب الاعتمادي أو الاتكالي (Anaclitic Depression) وهو مصطلح يصف الحرمان العاطفي لدى الأطفال في هذه السن بحكم اعتمادهم الكلي على الارتباط الجسدي والنفسي بالأم أو من يقدم له الرعاية المباشرة.
في هذه السن المبكرة جدا من حياة الطفل يرتبط الاكتئاب بمشاكل العلاقة مع الأم والارتباط بها والإهمال الذي من الممكن أن يتعرض له الطفل. وهذا النوع غالبا ما يصاب به الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم لأي سبب من الأسباب مثل المرض أو الموت أو المشاكل القانونية أو غيرها من دواعي الابتعاد تماما عن الطفل.
عادة ما تبدأ المشكلة في سن الـ 6 أشهر بعد مرحلة نمو طبيعية وعلاقة وتفاعل مع المحيط تكون ضمن الحدود المعتادة لأي طفل وليد.
تغير العلاقة الطبيعية بين الطفل وأمه (أو الآخرين والمحيط بشكل عام) في الستة شهور الثانية من السنة الأولى بعد أن كانت طبيعية قد يكون واحدة من علامات اضطراب مزاج الوليد.
من العلامات الشائعة التي يعتقد أنها تدل على هذا النوع من الاكتئاب في هذه السن:
- فقدان الوزن أو ثباته بدلا من زيادته المتواصلة كما هو متوقع في هذه الفترة.
- قلة (أو عدم) النوم.
- البكاء المستمر والتوتر وفقد القدرة على التواصل لمدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة على الأقل.
- فقد تعابير الوجه الطبيعية (فرحا أو حزنا). قد تأخذ تعابير وجه الطفل شكل المكتئب البالغ ولكن بشدة قد تؤدي لجمود الوجه تماما.
- توقف النمو النفسي والمعرفي البسيط لدى الطفل ثم يعقبه فقد لما اكتسبه سابقا وتدهور حالته.
- تزاد قابلية الطفل للإصابة بالأمراض الجسدية مثل الرشح والتهابات الحلق.
- تصبح علاقته مع المحيطين به مضطربة ثم تتوقف ويصبح تأسيس علاقة مع الطفل أمرا مستحيلا.
تأثيرات هذا النوع من الاكتئاب الاتكالي بالغة وبالذات على الناحية المعرفية حيث لوحظ بمتابعة هؤلاء الأطفال على المدى البعيد واكتشف بأن معدل ذكاءهم قد يتدهور إلى الحد الذي يصل للتأخر العقلي المتوسط إلى الشديد.
الحرمان من الأم لفترة تتراوح بين 3 إلى 5 أشهر يمكن أن تشفى آثارها النفسية ويعود الطفل إلى حالته الطبيعية أو تخف الأعراض بدرجة كبيرة. لكن بمجرد أن تزيد فترة الحرمان من الأم عن خمسة أشهر, فالآثار قد تكون مستمرة وتؤثر بشكل دائم على الطفل ومستقبله.
في مثل هذه الحالات, يصل الحرمان العاطفي إلى درجة كبيرة ومؤلمة للطفل بحيث يبدأ بالمعاناة من أعراض إضافية على ما ذكرناه أعلاه مثل:
- بطء شديد وملحوظ في الحركة.
- السلبية التامة: مثل عدم تغيير وضعه أثناء استلقاءه أبدا ولساعات طويلة.
- تبلد تعابير الوجه حتى تصل للوضع الكال تماما.
- اعتلال تناسق حركة العينين.
- تخشب الأطراف.
- حركات شاذة في الأصابع تشبه الحركات التشنجية.
- تأخر النمو العقلي بشكل يصل للنوع الشديد منه.
- الموت: حوالي 30% من هذه الحالات يموتون في السنة الأولى من العمر.
الاكتئاب في سن ما بين سنة إلى 3 سنوات:
في هذه المرحلة ومع وجود الاكتئاب, تظهر علامات تأخر النمو الجسدي والعقلي وتصبح أكثر وضوحا من السابق. كما أن المشاكل الحركية تصبح معيقة للنمو الطبيعي لمهارات يحتاجها الطفل في هذه السن. الأكثر من إعاقة هذه المدارك هو حدوث النكوص إلى مرحلة أبكر من المرحلة الحالية في سلوك الطفل واستجاباته.
من الأعراض الموجودة في هذا العمر:
- المزاج وفقد الاهتمام بالمحيط: يظهر الحزن على وجه الطفل كما في البالغين بل وأحيانا يظهر متبلدا وبلا تعابير وكأنه جامد عن الحركة. كما أن حركة العينين والالتفات بهما تقل لدرجة التوقف. يلاحظ أن الطفل محدق في الفراغ دون الاستجابة لجسم متحرك أمامه كما هي عادة الأطفال الطبيعيين في استجاباتهم.
- الحركة: يحصل تأخر في الوقوف والمشي والجري والتي تبدأ في العادة في هذه الفترة من العمر. بل قد ينكص الطفل إذا وصل لمرحلة ما إلى المرحلة التي تسبقها. فبعد أن يستطيع المشي, قد يعود للحبو مثلا.
- النوم: تظهر كل الاضطرابات النوم المعتادة والمعروفة مثل زيادة أو نقصان كمية النوع وكثرة الكوابيس وحالات الفزع من النوم وأحيانا عدم القدرة على النوم بشكل كلي.
- الأكل والشرب: يتوقف الطفل عن إطعام نفسه ويصبح صعبا في كيفية اختيار طعامه. وعموما تقل كمية الطعام المتناولة وقد تبدأ لديه أعراض تشبه متلازمة الوحم (Pica) بأن يبدأ بأكل أشياء لا تؤكل أصلا مثل الخشب أو أي شيء آخر أو يبدأ أيضا بأكل برازه.
- تطور اللغة: يتوقف النمو اللغوي وقد يكون التأخر واضحا جدا بل قد ينكص الطفل إلى مرحلة سابقة أيضا في طريقة نطقه. لا يشعر الطفل بأي اهتمام نحو تعلم شيء جديد لغويا وقد يكون هذا الأمر مؤقتا لحين شفاءه من حالة الكآبة.
- الإبهاج الذاتي: قد يظهر سلوك يشبه ممارسة لعادة السرية لدى الطفل في هذه السن المبكرة جدا مثل أن يلعب بكثرة في أعضاءه التناسلية. وقد تظهر أيضا سلوكيات غريبة ولكنها تعد مصدر بهجة للطفل مثل أن يضرب رأسه بالأرض أو الحائط أو أن يعض أو يحك نفسه بقوة.
- اللعب: يفقد الطفل فضوله المعتاد بما حوله ولا يستهويه حب الاستكشاف لمحيطه. قد ينفر ممن هم في عمره ويلعب فقط مع البالغين.
- العناد: وعادة ما يزداد في المراحل الأولى من الاكتئاب ولكنه يقل كلما اشتد اكتئاب الطفل حتى يتحول العناد إلى عكسه بالاستسلام الكامل لما يملى عليه.
- الحمام: قد يفقد الطفل المهارة التي تعلمها للذهاب للحمام أو قد يحدث بطئ أو تعطل كامل لعملية التعلم والتطبيق.
الاكتئاب في سن مابين الـ 3 إلى 6 سنوات من العمر:
وهو الأقوى تأثيرا في اكتئاب الأطفال حيث يؤثر تأثيرا بالغا في شخصية هذا الطفل عندما ينمو ويصل حد البلوغ. تختلف أعراض الاكتئاب في هذه السن بشكل كبير. يصاب الطفل في هذا العمر بشعور الحزن الذي يظهر عليه جليا لمن يراه مع تغيرات في الشهية للعام والنوم (زيادة ونقصانا). يكون الطفل مرهقا طوال الوقت وتقل حركته عن المعدل الطبيعي لمن هم في سنه, كما أنه يعاني من التوتر وقد يفكر في الانتحار حاله حال البالغين.
الطفل المكتئب في هذه السن يكون عصبيا جدا وغير متعاون مع من حوله ويعصي الأوامر الموجهة له بكثرة سواء في البيت أو ان كان قد انضم لمؤسسة تعليمية.
الانعزالية ورفض الاختلاط بالأطفال الآخرين وعدم الرغبة باللعب معهم أو الذهاب للروضة أيضا هي إحدى السمات المميزة للاكتئاب في هذا السن. قد ينشغل الطفل بالعقاب الذي قد تلقاه أو سيتلقاه وبالتفكير السلبي في كل شيء. قد يبرر عدم ذهابه للروضة بخوفه من فراق أمه ويحاول إظهار تعلقه بها بشكل أكبر من المعتاد.
قد ينكص الطفل إلى سلوكيات غير مناسبة لعمره مثل أن يبدأ في التبول الليلي أو التبرز في ملابسه أيضا.
التوقف في النمو العقلي والإدراكي هو أيضا واحد من العلامات المهمة في هذه المرحلة وقد لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قد يفقد الطفل ما تعلمه سابقا أيضا. يفقد الطفل أيضا قدرته على الرسم من خياله ويعتمد على قدراته البصرية بشكل دائم في الرسم. تزداد هذه الأعراض كلما اشتد الاكتئاب.
لعب الطفل يتغير أيضا في هذه المرحلة من اللعب الطبيعي ومع أقرانه إلى اللجوء لأحلام اليقظة والخيال. عندما يسأل الوالدان الطفل المكتئب عن عدم لعبه مع أقرانه أو عن عدم اللعب بشكل طبيعي قد يذكر الطفل أن السبب هو أن لا أحد يحبه أو لا أحد يريده أو أنه غبي جدا بحيث لا يعرف اللعب.
يضطرب نوم الطفل كثيرا مع تكرار الكوابيس المرعبة المتمركزة حول الموت بطريقة شنيعة أو يحلم بما يهدده دائما دون أمل في الحصول على مساعدة من أحد.
قد يعبر الطفل بشكل صريح برغبته في الانتحار وقد يحاول بطريقة واضحة مثل أن يشنق نفسه أو بطريقة غير مباشرة مثل أن يعبر الطريق أمام السيارات دون مبالاة. قد يكرر تهديده بأنه سيرمي نفسه من السيرة وهي مسرعة مثلا أو حتى بحك جلده حتى الإدماء.
قد يتعرض الطفل المكتئب في هذه السن لسوء المعاملة من المحيطين به نتيجة سوء تفسير أعراضهم بأنها من باب العناد والشقاوة. قد يضاعف ذلك من شعورهم بالقهر وهذا يؤدي للمزيد من الاكتئاب أيضا.
الاكتئاب في الأطفال من سن 7 إلى 12 سنة:
وفي هذه المرحلة يشبه نوعا ما الاكتئاب لدى الأطفال ما هو موجود لدى الكبار. في هذه الفئة العمرية يبدأ الاتصال الأول بالأطباء بسبب الاكتئاب لقدرة الأطفال على التعبير عن مزاجهم المكتئب.
الشعور بالحزن هي أكثر الأعراض وضوحا وشيوعا أيضا في اكتئاب الأطفال من هذه الفئة العمرية.
عدم القدرة على الاستمتاع بالنشاطات المحببة عادة للأطفال هو واحد من الأعراض المهمة أيضا وعندما يعبر الطفل عن ملله الشديد معظم وقته (50 – 90% من وقته), فهذا قد يعني أنه يعاني من الاكتئاب.
من مظاهر الاكتئاب ومن أولها ظهورا في هذه المرحلة هو تدهور الأداء الدراسي حيث يفقد الطفل كل رغبة في أن يستذكر كونه لا يعير المنافسة مع أقرانه أي اهتمام ولا يستهويه مدح المعلمين ولا الفضول في عملية التعلم نفسها.
عندما يتدهور الأداء الدراسي لطفل كان سابقا من اللامعين بين زملائه يجب أن يكون محل تنبه أولياء الأمور والمدرسين وطبيب الأسرة وعلى احتمالية أن يكون الاكتئاب قد خيم على الطفل.
في المدرسة قد يقضي الطفل معظم وقته وحيدا ومنعزلا عن أقرانه وأنشطتهم المحببة لهم. كما أنهم تظهر عليهم العصبية عند الاحتكاك بالآخرين سواء في المنزل أو خارجه.
يسيطر اللوم والتهديد والإيذاء للنفس والأفكار الانتحارية على تفكير الطفل وخيالاته وأحلام اليقظة لديه.
حركة الطفل في هذه الفئة العمرية عندما يصيبه الاكتئاب لا تعني بالضرورة أنها ستقل بل قد تزداد أيضا بسبب عصبيتهم وعدم قدرتهم على الاستقرار.
ظهور سلوك مهذب من الطفل وبشكل زائد عن الحد قد يعني أنه يعاني من شيء ما كالاكتئاب. ويلاحظ هذا في أنه يعتذر عن خطأ بسيط جدا مرات كثيرة, هذا لا يعني أنه يفتعل ذلك بل قد يكون يعاني منه كثيرا. هذا قد يترافق مع نقده المستمر لنفسه أمام الآخرين وبدون داع واضح لتصرفه. قد ينهار الطفل ويدخل في نوبة بكاء مفاجأة لو جاءه لوم أو تقريع من الآخرين على خطأ ارتكبه لأنه يضاعف من لومه لنفسه.
العدوانية قد تظهر على الطفل بأشكال مختلفة أسوأها عندما يوجهها لنفسه ويبقيها داخله نظرا لعدم قدرته على إظهار العدوانية تجاه الآخرين نظرا لشعوره بالإرهاق المستمر أو نتيجة للخجل الزائد أو الخوف. كلما كانت العدوانية موجهة للآخرين كلما كان أفضل للطفل ويعطي أملا أكبر في شفاءه.
لا يعد التعبير عن رغبة في الانتحار مزحة في طفل مكتئب في هذه السن. فقد ينتحر طفل في التاسعة أو العاشرة من العمر دون إنذار مسبق غير اكتئاب لم يتم تشخيصه وعلاجه.
الاكتئاب في سن بين 13 إلى 18 سنة:
إن من طبيعة اليافعين والمراهقين أنهم ميالين للإصابة بالاكتئاب في هذه المرحلة الحساسة من العمر والمليئة بالتغيرات. ولذلك من المهم التفريق بين نوبات الاكتئاب المرحلية العادية التي تحدث أثناء اضطرابات المراهقة والبلوغ (Adolescent Turmoil) وبين الاكتئاب كمرض أو كمتلازمة كاملة (Depressive Syndrome).
يقسم البعض اكتئاب المراهقين إلى نوعين أساسيين: الأولي والثانوي. الأولي بمعنى أنه لم توجد أية أمراض نفسية أو عقلية قبل إصابة المراهق بالاكتئاب والثانوي تعني أن يأتي الاكتئاب بعد إصابة المراهق بأي مرض أو اضطراب نفسي أو عقلي قبل ذلك. عادة ما يكون الاكتئاب الثانوي أشد ضراوة وتأثيرا على حياة المراهق وعلى فترة شبابه لاحقا.
اكتئاب المراهقين شبيه جدا بما لدى الكبار والمزاج المتقلب وبشدة من السمات الرئيسية كما أن المراهق يصاب بنوبات غضب ورغبة في العدوانية بشكل لا يتسق مع شخصيته المعتادة أو الموقف الذي تسبب في غضبه عادة.
الاكتئاب قد يؤخر ظهور علامات البلوغ لدى المراهق الذي أصيب بالاكتئاب في بداية هذه المرحلة العمرية (13- 18 سنة) وبالذات لو ترافق الاكتئاب مع نقص شديد في الشهية للطعام وسوء التغذية ونقصان الوزن.
عندما تبدأ علامات البلوغ بالظهور لدى المراهق المكتئب, فإنه يعاني من مشكلة في تقبلها والتعامل معها أكثر من أقرانه الطبيعيين. قد يؤدي دفق الهرمونات الغزير مع الاكتئاب بالإضافة للضغوط النفسية المختلفة بالمراهق إلى الانتحار أو المحاولات الجادة على الأقل.
التفكير الجنسي الغزير لدى المراهق المكتئب قد يؤدي لمزيد من اللوم للنفس خاصة لو كانت أحلامه
الجنسية مع أحد محارمه أو أشخاص يقدسهم ويجلهم.
في الفتيات تتأخر الدورة الشهرية الأولى وعندما تبدأ فإنها تعاني من اضطراب وعدم انتظام وآلام مبرحة أكثر مما لو تم علاج الاكتئاب لاحقا.
لدى المراهقات أيضا تتضاعف شدة الكآبة في الفترة ما قبل الدورة الشهرية. تعزل المراهقة نفسها كثيرا في هذه الحالات في غرفتها وتكثر من النوم وتبعد عن الآخرين حتى أقرب الناس لها في المنزل.
النمو الإدراكي للمراهق يتأثر بالاكتئاب مثل أن يفقد القدرة على التفكير المجرد. كما أن مستواه الدراسي وقدرته على التحصيل العلمي قد تتدهور أيضا وبشكل ملحوظ جدا. يبدأ سجل حضوره للمدرسة بالتأثر كما أن اهتمامه بعمل النشاطات المدرسية أو الواجبات المنزلية يقل كثيرا أو حتى ينعدم. قد يلاحظ أنه انسحب من نشاطات كان يقوم بها في المدرسة نتيجة تأثير أعراض الاكتئاب عليه وعلى قواه الجسدية والعقلية.
فقد الثقة في النفس وسوء تقدير الذات هي من العلامات البارزة في اكتئاب المراهقين في هذه السن. وتظهر جليا في كلامه أو تصرفاته أو شعوره بالعجز عن القيام بمهام توكل إليه.
أحد السلوكيات التي تظهر على المراهق المكتئب هي السلوكيات المعادية للمجتمع (سلوك إجرامي). من هذه السلوكيات: الهروب من المدرسة, الكذب, السرقة, النزاعات مع زملائه وغيرها من السلوكيات العدوانية. ان ظهرت مثل هذه السلوكيات بشكل مفاجئ في مراهق كان يتحلى بالأخلاق الحسنة, فيجب التنبه إلى احتمال إصابته بالاكتئاب.
استعمال المخدرات ومعاقرة الخمور تبدأ في هذه المرحلة العمرية كواحدة من تأثيرات الاكتئاب. الرغبة في المعالجة الذاتية والهروب من الوضع المؤلم قد تجعل المراهق يقدم على تعاطي المنشطات مثل الحشيش, الأمفيتامينات ومشتقاتها والكوكايين والبعض منهم يستخدم المهلسات أيضا. كما أنه قد يشرب الخمر والمثبطات الأخرى كالهيروين أو الباربتيوريت والمطمئنات الصغرى الأخرى كالفاليوم وغيرها.
في المعتاد, يكون المراهق المكتئب غير ميال للأمور الجنسية, ولكن قد تظهر عليه سلوكيات جنسية غير طبيعية كالسلوك الداعر وقد لا يهتم لعواقب مثل هذه الأمور كأن لا تحتاط الفتاة لاحتمال حدوث حمل أو ما شابه من المشاكل المتعلقة بالسلوك الجنسي. يحمل السلوك الجنسي لدى المراهق المكتئب معاني رمزية لسوء تقدير الذات كأن يتورط في سلوك جنسي مع منهم أقل منه شأنا بكثير.
قد يتزوج المراهق أو المراهقة الذين يعانون من الكآبة للهروب من واقعهم المؤلم فقط وليس لأنهم متفهمين للزواج وأهدافه ودون التدقيق في مسألة من يكون شريك الحياة.
تدهور الصحة الجسدية والشحوب هو نتيجة طبيعية لإهمال الأمور الصحية والغذاء المنتظم والسليم ونتيجة لقلة النوم وانعدامه وأيضا عندما يستخدم المراهق المخدرات كنتيجة للاكتئاب.
الانتحار وهواجس الموت وتمني نهاية للوضع المؤلم الذي يمر به المراهق هي من سمات اكتئاب هذه الفئة العمرية الصعبة والحساسة. الانتحار هو ثالث أهم سبب لوفيات المراهقين بعد السرطان والحوادث ولذلك ينبغي التنبه له ولظهور علامات الاكتئاب عليهم وعلاجها مبكرا.
معظم المراهقين المنتحرين يقتلون أنفسهم بطريقة عنيفة جدا مثل الطلق الناري, السكين, رمي نفسه أمام قطار أو شاحنة..إلخ. لذا ينبغي التنبه إلى أن وجود سلاح في غرفة مراهق لم يكن يميل لهذه الأمور قد يكون مؤشرا لنيته الإقدام على الانتحار.
من المؤشرات التي تنبئ عن ميول انتحارية لدى المراهق:
حينما تقترن حالة المراهق النفسية السيئة والمتدهورة بواحد أو أكثر من أمور التالية, فينبغي التنبه أكثر وبذل جهود أكبر في رعاية هذا المراهق ولفت نظر الطبيب المعالج له.
- التصريح (أو التلميح) جادا (أو مازحا) عن نيته قتل نفسه.
- كتابة القصص أو المذكرات أو القصائد عن الموت أو الانتحار.
- تكراره لعبارات يائسة مثل: (لو كنت ميتا لكان أفضل), أو (الذين ماتوا محظوظون)...إلخ!
- اقتناء الأسلحة أو البحث أو السؤال عنها. ونفس الأمر بالنسبة للأدوية والعقاقير وغيرها من وسائل إيذاء النفس.
- عندما يتعرض لحوادث كثيرة في فترة زمنية قصيرة تنتج عنها إصابات.
- ظهور سلوك متهور في القيادة أو المشي قريبا من سكة القطار أو الطريق السريع أو ممرات الشاحنات.
الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين
مقدمة: يصاب الأطفال والمراهقون بالاكتئاب تماما كما يصاب البالغون بهذا المرض. ما يجعله موضوعا مستقلا هو أن طيف الأعراض وشكلها وتأثيراتها قد تكون مختلفة بعض الشيء عن الاكتئاب لدى البالغين وأيضا مختلفة من مرحلة إلى أخرى كون الطفل في طور النمو والتغير الجسدي والنفسي أيضا.
قد لا يعرف الكثيرون أنه حتى الأطفال في سن الرضاعة يصابون بهذا المرض وبشكل يؤثر على نموهم الجسدي والعقلي والعاطفي.
بعض أسباب الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين:في الغالب لا يكتئب الطفل بالذات إلا بوجود سبب أو أسباب قوية قد تكون معلومة وقد تكون داخلية غير واضحة للعيان إلا بالتدقيق والفحص والاستقصاء. قد يوجد سبب واحد ولكن في الغالب تتضافر العوامل المختلفة مع بعضها البعض لتسبب هذا الاضطراب القوي في المزاج.
أكثر من 50% من الأطفال والمراهقين كانوا يعانون من نوعين أو ثلاثة من الضغوط النفسية خلال فترة العام الأخير من حياتهم قبل أن يصابوا بهذا المرض.
يمكن تقسيم الأسباب إلى: أسباب وراثية, الضغوط النفسية والحياتية والأسرية, وأخيرا أسباب طبية جسمانية.
الوراثة: في حالة وجود اكتئاب لدى أحد الوالدين, فإن ما نسبته 40% من الأطفال في الأسرة سيصابون بالاكتئاب قبل بلوغهم سن الـ 20 سنة. وكلما كان سن الوالدين أصغر عندما أصيبوا بالاكتئاب كلما زادت نسبة إصابة أطفالهم بنفس المرض. الأم تحمل أهمية أكبر في الجانب الوراثي, فكلما كان اكتئابها أشد, كلما كان اكتئاب الأطفال أشد أيضا ويكونون معرضين للموت انتحارا بنسبة أكبر أيضا.
الضغوط النفسية والحياتية والأسرية: الطفل والمراهق حساسان جدا لما يجري حولهما وبالذات في المنزل الذي هو البيئة الأولى التي تحتضنهم ومصدر الأمان لهم.
وجود حالة انفصال بين الأم والطفل يعد من أخطر الأمور التي تحصل للطفل وتجعله فريسة للاكتئاب حتى لو كان رضيعا. من الضغوط الأخرى هي وجود خلافات شديدة في المنزل تجعل من الطفل لا يشعر بالأمان والاطمئنان.
في حالة وجود مدمن على الخمور أو المخدرات في الأسرة وبالذات من الوالدين فإن هذا بالتأكيد سيشكل في النهاية ضغطا نفسيا هائلا على الطفل قد لا يطيقه وينتهي به الأمر إلى الانطواء والكآبة.
سوء معاملة الطفل واضطهاده بأي شكل (النفسي والجسدي والجنسي) وكذا المراهق أيضا من أسباب الكآبة لهم التي لا يمكن تجاهلها. ردة فعل الطفل والمراهق قد لا تكون خارجية بل تبقى حبيسة في داخله وتؤدي به إلى الكآبة. الإهمال أيضا يعد نوعا من أنواع سوء المعاملة التي تؤدي بالطفل للمشاكل النفسية ومنها الاكتئاب.
مشاهدة البرامج التلفزيونية بكثافة وبالذات تلك التي تعرض الطفل للضغط النفسي والخوف من العوامل التي تؤدي للإصابة بالاكتئاب. أشارات الدراسات إلى أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون لأكثر من ست ساعات متواصلة يوميا يكون أكثر عرضة للاكتئاب ممن لا يتعرض لنفس الكمية من المشاهدة.
عوامل طبية وجسمانية: تعاطي المخدرات مثل الماريجوانا والخمر قبل الإصابة بالاكتئاب يعتبر إحصائيا من العوامل التي تؤدي للإصابة بالاكتئاب في أوساط المراهقين لاحقا.
الكثير من الأمراض الجسدية التي تصيب الطفل كالربو والسكر واضطرابات الغدة الدرقية وغيرها هي من عوامل الإصابة بالاكتئاب.
الأمراض النفسية والعصبية مثل اضطراب شح الانتباه وفرط الحركة (ADHD), متلازمة توريت, التوحد (Autism), اضطرابات القلق بأنواعها مثل الرهاب والوسواس القهري كلها تعد أرضية خصبة للتسبب في الاكتئاب في الأطفال المراهقين.
الاكتئاب في الأطفال قد يؤثر بشكل أكبر منه لدى البالغين لأسباب ومنها:
- يصعب على الطفل التعبير عما يعانيه.
- قد يتلقى العقاب على أعراض الاكتئاب التي قد تبدو كالعناد أو أنه فاشل في دراسته مما يفاقم مشكلة الاكتئاب أكثر.
- أن الطفل يصاب به وهو في مرحلة التأسيس لشخصيته ومداركه ومرحلة التعليم الأولى.
- أن الاكتئاب قد يغير مجرى حياة الطفل للأبد أي أن ينتقل الاكتئاب وتأثيراته إلى مرحلة عمرية بعد الطفولة.
- صعوبة التشخيص لحالاتهم حتى من قبل أمهر المختصين مما يفوت عليهم فرصة العلاج.
أرقام وإحصائيات:
- حوالي 2% من الأطفال من المجموعة العمرية (6 – 12 سنة) يصابون بالاكتئاب.
- قد يصل عدد الأطفال واليافعين المصابين بالاكتئاب إلى 3 ملايين في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها.
- مع التقدم في العمر وتجاوز عمر الطفولة إلى المراهقة, تزداد النسبة الكلية إلى 4%.
- 50% من المراهقين المصابين بالاكتئاب يصابون بانتكاسة في حالاتهم خلال 7 سنوات.
- نسبة إصابة الذكور مساوية للإناث.
- ازدادت نسبة إصابة الأطفال والمراهقين بهذا المرض في الخمسين سنة الأخيرة.
متى ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن الطفل والمراهق مكتئب؟- عندما يلاحظ أنه يعاني من حزن مستمر لفترة طويلة.
- عندما يتفوه أو يلمح للانتحار أو تفضيل الموت على الحياة.
- تدهور ملحوظ جدا في أداءه الدراسي.
- تدهور ملحوظ ومفاجئ في سلوكه وتعامله بعد أن كان مهذبا ولبقا.
- العصبية المستمرة والغير مبررة.
- عندما يفقد اهتمامه بما كان يعد مصدرا لاستمتاعه وفرحه كالألعاب والاحتكاك بأقرانه.
- عندما يبدأ بتعاطي مواد محظورة بما لا يتفق وطبعه وسلوكه المعتاد.
الاكتئاب في السنة الأولى من عمر الطفل:
ويطلق عليه الاكتئاب الاعتمادي أو الاتكالي (Anaclitic Depression) وهو مصطلح يصف الحرمان العاطفي لدى الأطفال في هذه السن بحكم اعتمادهم الكلي على الارتباط الجسدي والنفسي بالأم أو من يقدم له الرعاية المباشرة.
في هذه السن المبكرة جدا من حياة الطفل يرتبط الاكتئاب بمشاكل العلاقة مع الأم والارتباط بها والإهمال الذي من الممكن أن يتعرض له الطفل. وهذا النوع غالبا ما يصاب به الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم لأي سبب من الأسباب مثل المرض أو الموت أو المشاكل القانونية أو غيرها من دواعي الابتعاد تماما عن الطفل.
عادة ما تبدأ المشكلة في سن الـ 6 أشهر بعد مرحلة نمو طبيعية وعلاقة وتفاعل مع المحيط تكون ضمن الحدود المعتادة لأي طفل وليد.
تغير العلاقة الطبيعية بين الطفل وأمه (أو الآخرين والمحيط بشكل عام) في الستة شهور الثانية من السنة الأولى بعد أن كانت طبيعية قد يكون واحدة من علامات اضطراب مزاج الوليد.
من العلامات الشائعة التي يعتقد أنها تدل على هذا النوع من الاكتئاب في هذه السن:
- فقدان الوزن أو ثباته بدلا من زيادته المتواصلة كما هو متوقع في هذه الفترة.
- قلة (أو عدم) النوم.
- البكاء المستمر والتوتر وفقد القدرة على التواصل لمدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة على الأقل.
- فقد تعابير الوجه الطبيعية (فرحا أو حزنا). قد تأخذ تعابير وجه الطفل شكل المكتئب البالغ ولكن بشدة قد تؤدي لجمود الوجه تماما.
- توقف النمو النفسي والمعرفي البسيط لدى الطفل ثم يعقبه فقد لما اكتسبه سابقا وتدهور حالته.
- تزاد قابلية الطفل للإصابة بالأمراض الجسدية مثل الرشح والتهابات الحلق.
- تصبح علاقته مع المحيطين به مضطربة ثم تتوقف ويصبح تأسيس علاقة مع الطفل أمرا مستحيلا.
تأثيرات هذا النوع من الاكتئاب الاتكالي بالغة وبالذات على الناحية المعرفية حيث لوحظ بمتابعة هؤلاء الأطفال على المدى البعيد واكتشف بأن معدل ذكاءهم قد يتدهور إلى الحد الذي يصل للتأخر العقلي المتوسط إلى الشديد.
الحرمان من الأم لفترة تتراوح بين 3 إلى 5 أشهر يمكن أن تشفى آثارها النفسية ويعود الطفل إلى حالته الطبيعية أو تخف الأعراض بدرجة كبيرة. لكن بمجرد أن تزيد فترة الحرمان من الأم عن خمسة أشهر, فالآثار قد تكون مستمرة وتؤثر بشكل دائم على الطفل ومستقبله.
في مثل هذه الحالات, يصل الحرمان العاطفي إلى درجة كبيرة ومؤلمة للطفل بحيث يبدأ بالمعاناة من أعراض إضافية على ما ذكرناه أعلاه مثل:
- بطء شديد وملحوظ في الحركة.
- السلبية التامة: مثل عدم تغيير وضعه أثناء استلقاءه أبدا ولساعات طويلة.
- تبلد تعابير الوجه حتى تصل للوضع الكال تماما.
- اعتلال تناسق حركة العينين.
- تخشب الأطراف.
- حركات شاذة في الأصابع تشبه الحركات التشنجية.
- تأخر النمو العقلي بشكل يصل للنوع الشديد منه.
- الموت: حوالي 30% من هذه الحالات يموتون في السنة الأولى من العمر.
الاكتئاب في سن ما بين سنة إلى 3 سنوات:
في هذه المرحلة ومع وجود الاكتئاب, تظهر علامات تأخر النمو الجسدي والعقلي وتصبح أكثر وضوحا من السابق. كما أن المشاكل الحركية تصبح معيقة للنمو الطبيعي لمهارات يحتاجها الطفل في هذه السن. الأكثر من إعاقة هذه المدارك هو حدوث النكوص إلى مرحلة أبكر من المرحلة الحالية في سلوك الطفل واستجاباته.
من الأعراض الموجودة في هذا العمر:
- المزاج وفقد الاهتمام بالمحيط: يظهر الحزن على وجه الطفل كما في البالغين بل وأحيانا يظهر متبلدا وبلا تعابير وكأنه جامد عن الحركة. كما أن حركة العينين والالتفات بهما تقل لدرجة التوقف. يلاحظ أن الطفل محدق في الفراغ دون الاستجابة لجسم متحرك أمامه كما هي عادة الأطفال الطبيعيين في استجاباتهم.
- الحركة: يحصل تأخر في الوقوف والمشي والجري والتي تبدأ في العادة في هذه الفترة من العمر. بل قد ينكص الطفل إذا وصل لمرحلة ما إلى المرحلة التي تسبقها. فبعد أن يستطيع المشي, قد يعود للحبو مثلا.
- النوم: تظهر كل الاضطرابات النوم المعتادة والمعروفة مثل زيادة أو نقصان كمية النوع وكثرة الكوابيس وحالات الفزع من النوم وأحيانا عدم القدرة على النوم بشكل كلي.
- الأكل والشرب: يتوقف الطفل عن إطعام نفسه ويصبح صعبا في كيفية اختيار طعامه. وعموما تقل كمية الطعام المتناولة وقد تبدأ لديه أعراض تشبه متلازمة الوحم (Pica) بأن يبدأ بأكل أشياء لا تؤكل أصلا مثل الخشب أو أي شيء آخر أو يبدأ أيضا بأكل برازه.
- تطور اللغة: يتوقف النمو اللغوي وقد يكون التأخر واضحا جدا بل قد ينكص الطفل إلى مرحلة سابقة أيضا في طريقة نطقه. لا يشعر الطفل بأي اهتمام نحو تعلم شيء جديد لغويا وقد يكون هذا الأمر مؤقتا لحين شفاءه من حالة الكآبة.
- الإبهاج الذاتي: قد يظهر سلوك يشبه ممارسة لعادة السرية لدى الطفل في هذه السن المبكرة جدا مثل أن يلعب بكثرة في أعضاءه التناسلية. وقد تظهر أيضا سلوكيات غريبة ولكنها تعد مصدر بهجة للطفل مثل أن يضرب رأسه بالأرض أو الحائط أو أن يعض أو يحك نفسه بقوة.
- اللعب: يفقد الطفل فضوله المعتاد بما حوله ولا يستهويه حب الاستكشاف لمحيطه. قد ينفر ممن هم في عمره ويلعب فقط مع البالغين.
- العناد: وعادة ما يزداد في المراحل الأولى من الاكتئاب ولكنه يقل كلما اشتد اكتئاب الطفل حتى يتحول العناد إلى عكسه بالاستسلام الكامل لما يملى عليه.
- الحمام: قد يفقد الطفل المهارة التي تعلمها للذهاب للحمام أو قد يحدث بطئ أو تعطل كامل لعملية التعلم والتطبيق.
الاكتئاب في سن مابين الـ 3 إلى 6 سنوات من العمر:
وهو الأقوى تأثيرا في اكتئاب الأطفال حيث يؤثر تأثيرا بالغا في شخصية هذا الطفل عندما ينمو ويصل حد البلوغ. تختلف أعراض الاكتئاب في هذه السن بشكل كبير. يصاب الطفل في هذا العمر بشعور الحزن الذي يظهر عليه جليا لمن يراه مع تغيرات في الشهية للعام والنوم (زيادة ونقصانا). يكون الطفل مرهقا طوال الوقت وتقل حركته عن المعدل الطبيعي لمن هم في سنه, كما أنه يعاني من التوتر وقد يفكر في الانتحار حاله حال البالغين.
الطفل المكتئب في هذه السن يكون عصبيا جدا وغير متعاون مع من حوله ويعصي الأوامر الموجهة له بكثرة سواء في البيت أو ان كان قد انضم لمؤسسة تعليمية.
الانعزالية ورفض الاختلاط بالأطفال الآخرين وعدم الرغبة باللعب معهم أو الذهاب للروضة أيضا هي إحدى السمات المميزة للاكتئاب في هذا السن. قد ينشغل الطفل بالعقاب الذي قد تلقاه أو سيتلقاه وبالتفكير السلبي في كل شيء. قد يبرر عدم ذهابه للروضة بخوفه من فراق أمه ويحاول إظهار تعلقه بها بشكل أكبر من المعتاد.
قد ينكص الطفل إلى سلوكيات غير مناسبة لعمره مثل أن يبدأ في التبول الليلي أو التبرز في ملابسه أيضا.
التوقف في النمو العقلي والإدراكي هو أيضا واحد من العلامات المهمة في هذه المرحلة وقد لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قد يفقد الطفل ما تعلمه سابقا أيضا. يفقد الطفل أيضا قدرته على الرسم من خياله ويعتمد على قدراته البصرية بشكل دائم في الرسم. تزداد هذه الأعراض كلما اشتد الاكتئاب.
لعب الطفل يتغير أيضا في هذه المرحلة من اللعب الطبيعي ومع أقرانه إلى اللجوء لأحلام اليقظة والخيال. عندما يسأل الوالدان الطفل المكتئب عن عدم لعبه مع أقرانه أو عن عدم اللعب بشكل طبيعي قد يذكر الطفل أن السبب هو أن لا أحد يحبه أو لا أحد يريده أو أنه غبي جدا بحيث لا يعرف اللعب.
يضطرب نوم الطفل كثيرا مع تكرار الكوابيس المرعبة المتمركزة حول الموت بطريقة شنيعة أو يحلم بما يهدده دائما دون أمل في الحصول على مساعدة من أحد.
قد يعبر الطفل بشكل صريح برغبته في الانتحار وقد يحاول بطريقة واضحة مثل أن يشنق نفسه أو بطريقة غير مباشرة مثل أن يعبر الطريق أمام السيارات دون مبالاة. قد يكرر تهديده بأنه سيرمي نفسه من السيرة وهي مسرعة مثلا أو حتى بحك جلده حتى الإدماء.
قد يتعرض الطفل المكتئب في هذه السن لسوء المعاملة من المحيطين به نتيجة سوء تفسير أعراضهم بأنها من باب العناد والشقاوة. قد يضاعف ذلك من شعورهم بالقهر وهذا يؤدي للمزيد من الاكتئاب أيضا.
الاكتئاب في الأطفال من سن 7 إلى 12 سنة:
وفي هذه المرحلة يشبه نوعا ما الاكتئاب لدى الأطفال ما هو موجود لدى الكبار. في هذه الفئة العمرية يبدأ الاتصال الأول بالأطباء بسبب الاكتئاب لقدرة الأطفال على التعبير عن مزاجهم المكتئب.
الشعور بالحزن هي أكثر الأعراض وضوحا وشيوعا أيضا في اكتئاب الأطفال من هذه الفئة العمرية.
عدم القدرة على الاستمتاع بالنشاطات المحببة عادة للأطفال هو واحد من الأعراض المهمة أيضا وعندما يعبر الطفل عن ملله الشديد معظم وقته (50 – 90% من وقته), فهذا قد يعني أنه يعاني من الاكتئاب.
من مظاهر الاكتئاب ومن أولها ظهورا في هذه المرحلة هو تدهور الأداء الدراسي حيث يفقد الطفل كل رغبة في أن يستذكر كونه لا يعير المنافسة مع أقرانه أي اهتمام ولا يستهويه مدح المعلمين ولا الفضول في عملية التعلم نفسها.
عندما يتدهور الأداء الدراسي لطفل كان سابقا من اللامعين بين زملائه يجب أن يكون محل تنبه أولياء الأمور والمدرسين وطبيب الأسرة وعلى احتمالية أن يكون الاكتئاب قد خيم على الطفل.
في المدرسة قد يقضي الطفل معظم وقته وحيدا ومنعزلا عن أقرانه وأنشطتهم المحببة لهم. كما أنهم تظهر عليهم العصبية عند الاحتكاك بالآخرين سواء في المنزل أو خارجه.
يسيطر اللوم والتهديد والإيذاء للنفس والأفكار الانتحارية على تفكير الطفل وخيالاته وأحلام اليقظة لديه.
حركة الطفل في هذه الفئة العمرية عندما يصيبه الاكتئاب لا تعني بالضرورة أنها ستقل بل قد تزداد أيضا بسبب عصبيتهم وعدم قدرتهم على الاستقرار.
ظهور سلوك مهذب من الطفل وبشكل زائد عن الحد قد يعني أنه يعاني من شيء ما كالاكتئاب. ويلاحظ هذا في أنه يعتذر عن خطأ بسيط جدا مرات كثيرة, هذا لا يعني أنه يفتعل ذلك بل قد يكون يعاني منه كثيرا. هذا قد يترافق مع نقده المستمر لنفسه أمام الآخرين وبدون داع واضح لتصرفه. قد ينهار الطفل ويدخل في نوبة بكاء مفاجأة لو جاءه لوم أو تقريع من الآخرين على خطأ ارتكبه لأنه يضاعف من لومه لنفسه.
العدوانية قد تظهر على الطفل بأشكال مختلفة أسوأها عندما يوجهها لنفسه ويبقيها داخله نظرا لعدم قدرته على إظهار العدوانية تجاه الآخرين نظرا لشعوره بالإرهاق المستمر أو نتيجة للخجل الزائد أو الخوف. كلما كانت العدوانية موجهة للآخرين كلما كان أفضل للطفل ويعطي أملا أكبر في شفاءه.
لا يعد التعبير عن رغبة في الانتحار مزحة في طفل مكتئب في هذه السن. فقد ينتحر طفل في التاسعة أو العاشرة من العمر دون إنذار مسبق غير اكتئاب لم يتم تشخيصه وعلاجه.
الاكتئاب في سن بين 13 إلى 18 سنة:
إن من طبيعة اليافعين والمراهقين أنهم ميالين للإصابة بالاكتئاب في هذه المرحلة الحساسة من العمر والمليئة بالتغيرات. ولذلك من المهم التفريق بين نوبات الاكتئاب المرحلية العادية التي تحدث أثناء اضطرابات المراهقة والبلوغ (Adolescent Turmoil) وبين الاكتئاب كمرض أو كمتلازمة كاملة (Depressive Syndrome).
يقسم البعض اكتئاب المراهقين إلى نوعين أساسيين: الأولي والثانوي. الأولي بمعنى أنه لم توجد أية أمراض نفسية أو عقلية قبل إصابة المراهق بالاكتئاب والثانوي تعني أن يأتي الاكتئاب بعد إصابة المراهق بأي مرض أو اضطراب نفسي أو عقلي قبل ذلك. عادة ما يكون الاكتئاب الثانوي أشد ضراوة وتأثيرا على حياة المراهق وعلى فترة شبابه لاحقا.
اكتئاب المراهقين شبيه جدا بما لدى الكبار والمزاج المتقلب وبشدة من السمات الرئيسية كما أن المراهق يصاب بنوبات غضب ورغبة في العدوانية بشكل لا يتسق مع شخصيته المعتادة أو الموقف الذي تسبب في غضبه عادة.
الاكتئاب قد يؤخر ظهور علامات البلوغ لدى المراهق الذي أصيب بالاكتئاب في بداية هذه المرحلة العمرية (13- 18 سنة) وبالذات لو ترافق الاكتئاب مع نقص شديد في الشهية للطعام وسوء التغذية ونقصان الوزن.
عندما تبدأ علامات البلوغ بالظهور لدى المراهق المكتئب, فإنه يعاني من مشكلة في تقبلها والتعامل معها أكثر من أقرانه الطبيعيين. قد يؤدي دفق الهرمونات الغزير مع الاكتئاب بالإضافة للضغوط النفسية المختلفة بالمراهق إلى الانتحار أو المحاولات الجادة على الأقل.
التفكير الجنسي الغزير لدى المراهق المكتئب قد يؤدي لمزيد من اللوم للنفس خاصة لو كانت أحلامه
الجنسية مع أحد محارمه أو أشخاص يقدسهم ويجلهم.
في الفتيات تتأخر الدورة الشهرية الأولى وعندما تبدأ فإنها تعاني من اضطراب وعدم انتظام وآلام مبرحة أكثر مما لو تم علاج الاكتئاب لاحقا.
لدى المراهقات أيضا تتضاعف شدة الكآبة في الفترة ما قبل الدورة الشهرية. تعزل المراهقة نفسها كثيرا في هذه الحالات في غرفتها وتكثر من النوم وتبعد عن الآخرين حتى أقرب الناس لها في المنزل.
النمو الإدراكي للمراهق يتأثر بالاكتئاب مثل أن يفقد القدرة على التفكير المجرد. كما أن مستواه الدراسي وقدرته على التحصيل العلمي قد تتدهور أيضا وبشكل ملحوظ جدا. يبدأ سجل حضوره للمدرسة بالتأثر كما أن اهتمامه بعمل النشاطات المدرسية أو الواجبات المنزلية يقل كثيرا أو حتى ينعدم. قد يلاحظ أنه انسحب من نشاطات كان يقوم بها في المدرسة نتيجة تأثير أعراض الاكتئاب عليه وعلى قواه الجسدية والعقلية.
فقد الثقة في النفس وسوء تقدير الذات هي من العلامات البارزة في اكتئاب المراهقين في هذه السن. وتظهر جليا في كلامه أو تصرفاته أو شعوره بالعجز عن القيام بمهام توكل إليه.
أحد السلوكيات التي تظهر على المراهق المكتئب هي السلوكيات المعادية للمجتمع (سلوك إجرامي). من هذه السلوكيات: الهروب من المدرسة, الكذب, السرقة, النزاعات مع زملائه وغيرها من السلوكيات العدوانية. ان ظهرت مثل هذه السلوكيات بشكل مفاجئ في مراهق كان يتحلى بالأخلاق الحسنة, فيجب التنبه إلى احتمال إصابته بالاكتئاب.
استعمال المخدرات ومعاقرة الخمور تبدأ في هذه المرحلة العمرية كواحدة من تأثيرات الاكتئاب. الرغبة في المعالجة الذاتية والهروب من الوضع المؤلم قد تجعل المراهق يقدم على تعاطي المنشطات مثل الحشيش, الأمفيتامينات ومشتقاتها والكوكايين والبعض منهم يستخدم المهلسات أيضا. كما أنه قد يشرب الخمر والمثبطات الأخرى كالهيروين أو الباربتيوريت والمطمئنات الصغرى الأخرى كالفاليوم وغيرها.
في المعتاد, يكون المراهق المكتئب غير ميال للأمور الجنسية, ولكن قد تظهر عليه سلوكيات جنسية غير طبيعية كالسلوك الداعر وقد لا يهتم لعواقب مثل هذه الأمور كأن لا تحتاط الفتاة لاحتمال حدوث حمل أو ما شابه من المشاكل المتعلقة بالسلوك الجنسي. يحمل السلوك الجنسي لدى المراهق المكتئب معاني رمزية لسوء تقدير الذات كأن يتورط في سلوك جنسي مع منهم أقل منه شأنا بكثير.
قد يتزوج المراهق أو المراهقة الذين يعانون من الكآبة للهروب من واقعهم المؤلم فقط وليس لأنهم متفهمين للزواج وأهدافه ودون التدقيق في مسألة من يكون شريك الحياة.
تدهور الصحة الجسدية والشحوب هو نتيجة طبيعية لإهمال الأمور الصحية والغذاء المنتظم والسليم ونتيجة لقلة النوم وانعدامه وأيضا عندما يستخدم المراهق المخدرات كنتيجة للاكتئاب.
الانتحار وهواجس الموت وتمني نهاية للوضع المؤلم الذي يمر به المراهق هي من سمات اكتئاب هذه الفئة العمرية الصعبة والحساسة. الانتحار هو ثالث أهم سبب لوفيات المراهقين بعد السرطان والحوادث ولذلك ينبغي التنبه له ولظهور علامات الاكتئاب عليهم وعلاجها مبكرا.
معظم المراهقين المنتحرين يقتلون أنفسهم بطريقة عنيفة جدا مثل الطلق الناري, السكين, رمي نفسه أمام قطار أو شاحنة..إلخ. لذا ينبغي التنبه إلى أن وجود سلاح في غرفة مراهق لم يكن يميل لهذه الأمور قد يكون مؤشرا لنيته الإقدام على الانتحار.
من المؤشرات التي تنبئ عن ميول انتحارية لدى المراهق:
حينما تقترن حالة المراهق النفسية السيئة والمتدهورة بواحد أو أكثر من أمور التالية, فينبغي التنبه أكثر وبذل جهود أكبر في رعاية هذا المراهق ولفت نظر الطبيب المعالج له.
- التصريح (أو التلميح) جادا (أو مازحا) عن نيته قتل نفسه.
- كتابة القصص أو المذكرات أو القصائد عن الموت أو الانتحار.
- تكراره لعبارات يائسة مثل: (لو كنت ميتا لكان أفضل), أو (الذين ماتوا محظوظون)...إلخ!
- اقتناء الأسلحة أو البحث أو السؤال عنها. ونفس الأمر بالنسبة للأدوية والعقاقير وغيرها من وسائل إيذاء النفس.
- عندما يتعرض لحوادث كثيرة في فترة زمنية قصيرة تنتج عنها إصابات.
- ظهور سلوك متهور في القيادة أو المشي قريبا من سكة القطار أو الطريق السريع أو ممرات الشاحنات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا فالمرجو ترك تعليق