ملخص الخطبة
|
|||
1- حال المجتمعات قبل بعثة النبي
![]() ![]() ![]() |
|||
الخطبة الأولى
|
|||
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب
الله، وخير الهدي هدي محمد
![]() ![]() ![]()
إخوة الإسلام، عندما غابت شمس
النبوات عن الكرةِ الأرضية اشتدّ الظلام وعظم الضلال وازداد الشر وانحرفت العقول
وانطمست البصائر وبات الناس كما قال الباري تعالى:
![]() ![]()
في هذا المجتمع تشحّ العقول الزكية،
وعنه تختفي الفطر السليمة، فلا توحيد خالص، ولا استقامة صحيحة. وما إن يظهر
الرجل المستقيم والعقل الزكي إلا وينال منه، ويُسخر به، ويتعجب له ومن منهاجه.
ومن هؤلاء الذين زكت عقولهم وأنكر
سفاهة قومه زيد بن عمرو بن نُفيل، فكان لا يذبح للأنصاب ولا يأكل الميتة والدم،
وطلب الدين الحق، ووُفِّق للحنيفيّة دين إبراهيم عليه السلام، وعصمه الله من
عبادة الأوثان والأحجار وكان يقول:
أرَبًّا واحـدا أم ألـف
ربٍّ أدينُ إذا تقسّمت الأمـورُ
عَزلتُ اللات والعزى
جَميعا كذلك يفعل الْجلْدُ الصبورُ
ولـكنْ أعبد الرحمـن
ربِي ليغفر ذنبِي الربُّ الغفـورُ
روى البخاري في صحيحه عن أبي رجاء
العُطاردي وهو يصوِّر سخافة الوثنيّة التي كانت تعيشها الجاهلية قبل الإسلام
ويقول: (كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرًا هو أخيرَ ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا
لم نجد حجرا جمعنا جَثوةً من تراب، ثم جئنا بالشاة فبالت عليه، ثم طفنا به).
وهكذا فإن كل مجتمع كافر يخلو من
نور النبوة مصيره إلى الضياع والهلاك، فلا يُستغرب تدينه بالباطل وتعلقه بالسفه
وركضه وراء الشهوة وتخييم النكاد والتطاحن بين أهله وأفراده.
فكان العالم قبل الإسلام شقاء في
شقاء ودمارًا في دمار، يحتاج إلى مصلح يضيء له نور السعادة، ويفتح له منافذ
النجاة، فكان من رحمة الله تعالى أن شعّت من غار حراء نسمة مباركة، تجللت بالهدى
والنور، وتحلت بالخير والسماحة، وكانت فاصلاً بين دهر غصّ بالشرور والموبقات
ودهر مُلئ بالأفراح والمسرات.
وُلدت الحياة ميلادًا جديدًا من غار
حراء الذي أعلن بزوغ النبوة وإشراقة خير الخلق
![]()
بشرى من الغيب ألقت فِي فم
الغار وحيًـا وأفضت إلى الدنيا بأسرار
بشرى النبوة طافت كالشذا
سحرًا وأعلنت فِي الربـا ميلاد أنـوار
فأقبل الفجرُ مـن خلف التلال
وفي عينيـه أسرار عُشـاق وسُمـار
كأن فيـض السنـا في كل
رابيـة موج وفي كل سفح جدول جاري
تدافـع الفجر في الدنيـا يزف
إلَى تاريخهـا فجر أجيـال وأدهـار
واستقبل الفتـح طفلاً فِي
تبسمـه آياتُ بشـرى وإيْمـاءات إنذار
وشبّ طفل الْهدى المنشـود
متّزرا بالحقّ متَّشحًـا بالنـور والنـار
فِي كفه شعلـة تَهدي وفِي
فمـهِ بشـرى وفي عينـه إصرارُ أقدارِ
وفِي ملامِحـه وعـد وفِي
دمـه بطولـة تتحـدى كـلَّ جبـارِ
أيها المسلمون، كانت بعثة رسولنا
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
أيها الإخوة الكرام، في هذا الشهر
شهر ربيع الأول وُلد رسولنا
![]()
فبلغ من حب بعض الناس له أن غلوا
فيه، ووصفوه بما لا يليق، وأنزلوه منزلة الكريم الوهاب، فسألوه ودعَوه من دون
الله بعد مماته، وصنعوا له ما لا يرضاه هو في حياته، ومن ذلك ما يُسمى بالمولد
النبوي الذي أحدث في العصور المتأخرة، ومَا عرفة السلف ولا فعَله الأئمة المقتدى
بهم، وإنما لجأ إليه بعض من قل فقهه وعلمه، فعظموا رسول الله
![]() ![]()
وقد قال رسول الله
![]()
أيها الإخوة، لقد حَمى الله تعلى
هذه البلاد المباركة من هذه البدعة المنكرة، فهيمنت عليها العقيدة السلفية،
وحرستها الآثار النبوية، ولا يعرف أهلها شيئًا من ذلك. ولكن أحببنا التنبيه
والتحذير لئلا يغتر أحد بسماع شيء من فتاوى الفضائيات المتساهلة أو البرامج التي
لا تتردّد في نشر ذلك، فقد يغترّ بعض العوام بما يسمعه أو يراه؛ لأننا صرنا في
عصر منفتح متصل بعضه ببعض، فوجب النصح والتنبيه.
![]() ![]()
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي
ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
|
|||
![]()
الخطبة الثانية
|
|||
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا
مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله وسلم وبارك على نبينًا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة الكرام، يدّعي أصحاب
المولد النبوي أنهم يعظمون رسول الله بذلك وينشرون فضله ويثنون سنته. ونقول لهم:
إن تعظيم رسول الله
![]()
إن تعظيم النبي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
يا مسلمون، عظموا رسول الله باتباع
دينه ونشر سنته والتعلق بآثاره وشمائله، وكونوا كالسلف الصالح، أحبوا رسول الله
وما غلَوا فيه، نشروا دينه، وحرسوا سنته، واهتدوا بهديه، وأتوا محاسنه، واجتنبوا
مكارهه، فكانوا خير الأصحاب لخير نبي عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم.
وكان الأئمة المقتدون بهم على
هديهم؛ يعظمون النبي
![]() ![]() ![]() ![]()
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك
المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا
إليك غير مفتونين. اللهم أعزنا بطاعتك، ولا تذلنا بمعصيتك. اللهم وفقنا للخيرات،
وجنبنا الغفلة والحسرات...
|
النبوة وذكرى المولد ( خطبة جمعة )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا فالمرجو ترك تعليق