صحيفة المتلمس

 يضرب لمن يسعى بنفسه في هلاكها ويغررها . والمتلمس شاعر مشهور وفد هو وابن اخته طرفة على عمرو بن هند ملك الحيرة فنزلا منه في خاصته . وكانا يركبان معه للصيد فيركضان طوال النهار فيتعبان . وكان يشرب فيقفان على بابه النهار كله ولا يصلان إليه . فضجر طرفة وهجاه في أبيات مشهورة . فلما بلغ ذلك عمرو بن هند هم بقتل طرفة  وخاف من هجاء المتلمس له . فقال لهما لعلكما اشتقتما لأهلكما فقالا : نعم ، فكتب لهما بصحيفتين وختمهما وقال لهما : اذهبا إلى عاملي بالبحرية فقد أمرته أن يصلكما بجوائز . فذهبا ومرا في طريقهما بشيخ يحدث ويأكل تمرا ويقصع قملا ، فقال المتلمس : ما رأيت  أحمق من هذا فقال الشيخ : ما رأيت من حمقي  أخرج خبيثا وأدخل طيبا وأقتل عدوا ، وأن أحمق مني من يحمل حتفه بيده وهو لا يدري . فاستراب المتلمس بقوله . وطلع عليهما غلام من أهل الحيرة فقال له المتلمس : أتقرأ يا غلام  قال: نعم / ففض الصحيفة فإذا فيها : إذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حيا .