مجير أم عامر

     خرج قوم إلى الصيد فعرضت لهم أم عامر ، وهي الضبع ، فطردوها حتى ألجأوها إلى خباء أعرابي فدخلته ، فخرج إليهم الأعرابي وقال : ما شأنكم  قالوا : صيدنا وطريدتنا ، فقال : كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي . فرجعوا وتركوه . وقام فقدم للضبع حليبا ثم سقاها ماء حتى عاشت واستراحت . فبينا الأعرابي نائم إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وتركته فجاء ابن عم له يطلبه فإذا هو بقير  في بيته ، فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها ، فأتبعها ولم يزل حتى أدركها فقتلها وأنشأ يقول : 
                      
    ومن يصنع المعروف في غير أهله 
                               يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر