فضل صيام رمضان من الحديث الشريف

قال الامام العلامة بدر الدين العيني:-
في كتابه العظيم عمدة القاري شرح صحيح البخاري 


( باب فضل الصوم )

أي هذا باب في بيان فضل الصوم
4981 - حدثنا ( عبد الله بن مسلمة ) عن ( مالك ) عن ( أبي الزناد ) عن ( الأعرج ) عن ( أبي هريرة ) رضي الله تعالى عنه أن رسول الله قال الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرء قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها
مطابقته للترجمة ظاهرة
ورجاله قد تكرر ذكرهم وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان والأعرج عبد الرحمن بن هرمز
والحديث أخرجه أبو داود في الصوم عن القعنبي به ولم يذكر الصيام جنة وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن سلمة عن ابن القاسم عن مالك به وقال الصيام جنة وروى الترمذي حدثنا عمران بن موسى القزاز حدثنا عبد الوارث ابن سعيد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن ربكم يقول كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به والصوم جنة من النار ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من

فضل صيام رمضان من القران 

 قال الشيخ السعدي في تفسيره القيم : -


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا للَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) 


{ 183 - 185 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .
يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان.
وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة، التي اختصيتم بها.
ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى.
ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى.
ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام، أخبر أنه أيام معدودات، أي: قليلة في غاية السهولة.
ثم سهل تسهيلا آخر. فقال: { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } وذلك للمشقة، في الغالب، رخص الله لهما، في الفطر.
ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام لكل مؤمن، أمرهما أن يقضياه في أيام أخر إذا زال المرض، وانقضى السفر، وحصلت الراحة.
وفي قوله: { فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ } فيه دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان، كاملا كان، أو ناقصا، وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة باردة، عن أيام طويلة حارة كالعكس.
وقوله: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } أي: يطيقون الصيام { فِدْيَةٌ } عن كل يوم يفطرونه { طَعَامُ مِسْكِينٍ } وهذا في ابتداء فرض الصيام، لما كانوا غير معتادين للصيام، وكان فرضه حتما، فيه مشقة عليهم، درجهم الرب الحكيم، بأسهل طريق، وخيَّر المطيق للصوم بين أن يصوم، وهو أفضل، أو يطعم، ولهذا قال: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ } .
ثم بعد ذلك، جعل الصيام حتما على المطيق وغير المطيق، يفطر ويقضيه في أيام أخر [وقيل: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } أي: يتكلفونه، ويشق عليهم مشقة غير محتملة، كالشيخ الكبير، فدية عن كل يوم مسكين (1) وهذا هو الصحيح] (2) .
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } أي: الصوم المفروض عليكم، هو شهر رمضان، الشهر العظيم، الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم، المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية، وتبيين الحق بأوضح بيان، والفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وأهل السعادة وأهل الشقاوة.
فحقيق بشهر، هذا فضله، وهذا إحسان الله عليكم فيه، أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام.
فلما قرره، وبين فضيلته، وحكمة الله تعالى في تخصيصه قال: { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } هذا فيه تعيين الصيام على القادر الصحيح الحاضر.
ولما كان النسخ للتخيير، بين الصيام والفداء خاصة، أعاد الرخصة للمريض والمسافر، لئلا يتوهم أن الرخصة أيضا منسوخة [فقال] { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } أي: يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير، ويسهلها أشد (3) تسهيل، ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية [ ص 87 ] السهولة في أصله.
وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله، سهَّله تسهيلا آخر، إما بإسقاطه، أو تخفيفه بأنواع التخفيفات.
وهذه جملة لا يمكن تفصيلها، لأن تفاصيلها، جميع الشرعيات، ويدخل فيها جميع الرخص والتخفيفات.
{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ } وهذا - والله أعلم - لئلا يتوهم متوهم، أن صيام رمضان، يحصل المقصود منه ببعضه، دفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته، ويشكر الله [تعالى] عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده، وبالتكبير عند انقضائه، ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد.
__________
(1) ظاهر أن المراد عن كل يوم طعام مسكين.
(2) زيادة من هامش ب.
(3) في ب: أبلغ تسهيل.

رمضان المصطفى من الازمان




الشيخ خالد بن عثمان السبت :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من فضل الله -عز وجل- علينا في هذه الأيام أن انتشر الوعي بين المسلمين، وأصبحنا نرى الإعلانات المتكاثرة التي تتحدث عن شهر رمضان المبارك من نواحي شتى، تتحدث عن فضائله، وتتحدث عن أحكامه، وتتحدث عمَّا ينبغي أن يكون المسلم عليه في هذا الشهر، وتتحدث عن حقيقة الصيام، وما إلى ذلك من الموضوعات، فهذا من فضل الله -عز وجل- الذي يستوجب الشكر.
يقول الله -عز وجل- : {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ} [(68) سورة القصص]، فالله -تبارك وتعالى- له الخلق، فهو يخلق خلقه ويختار من هذا الخلق فيصطفي ما شاء، يخلق الناس ثم يصطفي منهم أهل الإيمان، كما أنه يصطفي من أهل الإيمان طوائف لحمل الرسالات وتبليغ دعوته إلى العالمين، ويصطفي من هؤلاء المؤمنين العُبَّاد والمجاهدين وأهل الإنفاق والبذل, وما إلى ذلك من صنوف أهل العبودية.
كما أن الله -عز وجل- خلق الملائكة واصطفى منهم رسلاً، كما أنه خلق الأرض واختار منها بقاعاً -وهي المساجد- فجعلها أفضل تلك البقاع، وجعل الله -عز وجل- المسجد الحرام مميزاً عليها جميعاً، كما أنه اصطفى مسجد رسوله -صلى الله عليه وسلم- واصطفى المسجد الأقصى على سائر المساجد بعد المسجد الحرام، فهذا كله من اصطفائه واختياره -تبارك وتعالى-.
كما أنه -عز وجل- يصطفي من الأزمان والأوقات، فيجعل بعض الأوقات أشرف من بعض، كما يجعل بعض الأوقات مواسم لعبادته -سبحانه وتعالى-، فيضاعف فيها الأجور لعباده المؤمنين، ويفتح بها أبواب الجنة ويغلق أبواب النار -كما في شهر رمضان-، وهذا كله من لطفه وحكمته ورحمته -جل جلاله-.

هذه المدونة

مقدمة المدونة 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي العظيم حمدا كثيرا لا يحصيه الا هو جل جلاله وتقدست اسماؤه
واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله الرسول الامين وعلى اله الطيبين الطاهرين وعلى زوجاته امهات المؤمنين وعلى جميع صحابته الغر الميامين
وبعد
هذه مدونة جديدة تختص بعالم الكتب والكتاب وما ادراك ما  هذا العالم العميق غوره هو العلم السبب الرئيسي في نهضة الامم به كنا ساسة العالم في شتى المجالات في زماننا الأول ثم يجب علينا النظر الى حالنا المعاصر حال الذلة والمهانة حال التبعية لغيرنا في كل المجالات ذلك بسبب بعدنا عن اسلامنا أولا ثم بتركنا العلم الذي ما من شك في أن القراءة والكتب هو من الأسباب الأساسية في الحصول عليه. 
  هذه مدونة للكتب المستعملة والجديدة المخفضة حتى نساهم في تسهيل اقتناء الكتب وارجاع مجدنا القديم فنسأل الله السداد والتوفيق انه وحده القادر على ذلك