من كتاب الهوامل والشوامل

المسألة الأولى وهي لغوية
قلت أعزك الله: ما الفرق بين العجلة والسرعة؟ وهل يجب أن يكون بين كل لفظتين - إذا تواقعتا على معنى، وتعاورتا غرضاً - فرق، لأنك تقول: سر فلان وفرج، وأشر فلان ومرح، وبعد فلان ونزح، وهزل فلان ومزح،

من كتاب حماسة الظرفاء

الكبر والشَّيْب
قال أبو المِسْور الباهلي:
إذا ما الفَتَى بَلَغ الأربعينَ ... وجاوزَهَا عَدُّ حسابِهِ
ولم ينهَهُ الشَّيْبُ عن جهلِهِ ... وقد شابَ أكثرُ أترابِهِ
فلا تَرْجُ أنْ يرعَوِي بعدَها ... ولكنْ سيَجرِي على دابِهِ
كفَى بالمشيبِ له واعِظاً ... دليلاً على ما سيُمنَى بِهِ
وقال حاتم طيء:
عَرِيتُ عن الشَّبابِ وكنتُ غَضّاً ... كما يعرَى عن الورَقِ القضيبُ
ونُحْتُ على الشَّبابِ بدمعِ عيني ... فما نفَعَ البكاءُ ولا النَّحيبُ
ألا ليتَ الشَّبابَ يعودُ يوماً ... فأُخبِرَهُ بما فعَلَ المشيبُ

من كتاب الكشكول للعاملي

كتب الصفي الحلي إلى بعض الفضلاء وقد بلغه أنه اطلع على ديوانه وقال لا عيب فيه سوى أنه خال عن الألفاظ الغريبة :
إنما الحيزبون والدردبيس . . . والطخا والنقاح والعلطبيس
والغطاريس والشقحطب والسقعب . . . والخربصيص والعيطموس
والحراجيج والعقنقس والعفلق . . . والطرفسان والعسطوس
لغة تنفر المسامع منها . . . حين تتلى وتشمئز النفوس
وقبيح أن يسلك النافر . . . منها ويترك المأنوس
إن خير الألفاظ ما طرب . . . السامع منه وطاب فيه الجليس
أين قولي هذا كثيب قديم . . . ومقالي عفقل قدموس
لم نجد شادناً يغني قفا نبك . . . على العود إذ تدار الكؤوس
أتراني إن قلت للحب يا علق . . . درى أنه العزيز النفيس
أو تراه يدري إذا قلت خب . . . العير أن أقول سار العيس
درست هذه اللغات وأضحى . . . مذهب الناس ما يقول الرئيس
إنما هذه القلوب حديد . . . ولذيذ الألفاظ مغناطيس