رمضان المصطفى من الازمان




الشيخ خالد بن عثمان السبت :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من فضل الله -عز وجل- علينا في هذه الأيام أن انتشر الوعي بين المسلمين، وأصبحنا نرى الإعلانات المتكاثرة التي تتحدث عن شهر رمضان المبارك من نواحي شتى، تتحدث عن فضائله، وتتحدث عن أحكامه، وتتحدث عمَّا ينبغي أن يكون المسلم عليه في هذا الشهر، وتتحدث عن حقيقة الصيام، وما إلى ذلك من الموضوعات، فهذا من فضل الله -عز وجل- الذي يستوجب الشكر.
يقول الله -عز وجل- : {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ} [(68) سورة القصص]، فالله -تبارك وتعالى- له الخلق، فهو يخلق خلقه ويختار من هذا الخلق فيصطفي ما شاء، يخلق الناس ثم يصطفي منهم أهل الإيمان، كما أنه يصطفي من أهل الإيمان طوائف لحمل الرسالات وتبليغ دعوته إلى العالمين، ويصطفي من هؤلاء المؤمنين العُبَّاد والمجاهدين وأهل الإنفاق والبذل, وما إلى ذلك من صنوف أهل العبودية.
كما أن الله -عز وجل- خلق الملائكة واصطفى منهم رسلاً، كما أنه خلق الأرض واختار منها بقاعاً -وهي المساجد- فجعلها أفضل تلك البقاع، وجعل الله -عز وجل- المسجد الحرام مميزاً عليها جميعاً، كما أنه اصطفى مسجد رسوله -صلى الله عليه وسلم- واصطفى المسجد الأقصى على سائر المساجد بعد المسجد الحرام، فهذا كله من اصطفائه واختياره -تبارك وتعالى-.
كما أنه -عز وجل- يصطفي من الأزمان والأوقات، فيجعل بعض الأوقات أشرف من بعض، كما يجعل بعض الأوقات مواسم لعبادته -سبحانه وتعالى-، فيضاعف فيها الأجور لعباده المؤمنين، ويفتح بها أبواب الجنة ويغلق أبواب النار -كما في شهر رمضان-، وهذا كله من لطفه وحكمته ورحمته -جل جلاله-.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يهمنا فالمرجو ترك تعليق