برنامج الراصد يقدم حلقة بين العزة والانهزام

بسم الله الرحمن الرحيم
بين العزة والانهزام
المقدم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أهلاً ومرحباً بكم في مطلع حلقة جديدة من برنامجكم الراصد والذي يسرني في مطلع هذا اللقاء أن أرحب بفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد المشرف العام على مجموعة مواقع الإسلام ، ومجموعة زاد أهلاً ومرحبا بكم فضيلة الشيخ ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله أهلاً وسهلاً .
بارك الله فيكم ؟
المقدم:
مشاهدينا الكرام في أحد المرات رأى رجلٌ منكراً يقع أمامه ، فقيل له لماذا لا تنكر ، قال إني أستحي وأخشى من ردود الأفعال ورضي حينها بالهزيمة ، وآخر يخجل من مظهره الإسلامي
واقتداءه بسيد الأنام -صلى الله عليه وسلم- ، ويقول يجب أن نساير العصر ، وثالث يتشرب ثقافة الغرب أو الشرق وينادي بها بحجة أن ثقافة الإسلام وآدابه لا تتواءم وبريق الحضارة العصرية ومدنيتها ، لماذا قل الاعتزاز والافتخار بثقافة الإسلام ، والحرص على تطبيقها كسلوك على أرض الواقع ، لماذا دب داء الانهزامية في نفوس بعض أبناء الأمة فانكفأوا على أنفسهم وتسورهم اليأس والقنوط وتراجعوا عن مواكب العزة والأنفة والشموخ ، هذا ما سنعرفه بإذن الله تعالى في هذه الحلقة من برنامجكم الراصد تحت عنون بين العزة والانهزام؟
شيخنا الفاضل ونحن في بداية هذا اللقاء نعلم أن الافتخار والاعتزاز أمر فطري في نفوس الناس ربما يفتخر بعضهم بالمال بالجاه بغيره من الأمور التي يفتخر بها فكيف يكون الافتخار بالإسلام ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد ، فإن من الفطرة الاعتزاز الإنسان مجبول على أن يعتز بشيء ، والكفار يعتزون بكفرهم ( واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا ) سحرة فرعون ظنوا أن العزة بيد فرعون فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون، المنافقون يطلبون العزة بموالاة الكفار والارتماء في أحضانهم ظانين أن العلو في هذه الحالة سيكون لهم : ( بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً ) أما المؤمنون الصادقون الذين رضوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً فإنهم يستيقنون أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين : ( من كان يريد العزة فإن العزة لله جميعاً ) هذا المعتقد ، وهذا المفهوم الراسخ في نفوس الصحابة ، كان دافعاً لهم ومذكراً لهم دائماً ، وكان معهم في أحوال المختلفة التي يمرون بها ، فروى الحاكم رحمه الله عن طارق بن شهاب قال خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة فأتوا على مخاضة ، وعمر على ناقة له فنزل عنها وخلع نعليه فوضعهما على عاتقه ، وأخذ بزمام ناقته ، فخاض بها المخاض ، فقال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك يعني رأوك على هذه الحالة ، فقال عمر أوه لو قال ذاك غيرُك أبا عبيدة جعلته نكالاً لأمة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- إنا كنا أذلة قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة في غير ما أعزنا الله به أزلنا الله ، وصححه الألباني بالصحيحة ، يعني بعض الناس يعني يريد الاعتزاز مثلاً بعدد الموظفين بالخدم والحشم الذين عنده ، مثلاً باللباس بالهيئة بالمال ، بالسلطان ، لكن عمر -رضي الله عنه- لفت النظر إلى أن العزة الحقيقية هي التي أعز الله
بها هذه الأمة ، فلماذا نطلب العزة في أشياء أخرى.
المقدم:
البعض أحياناً يا شيخ يغيب عن ذهنه هذا المفهوم ، ويتصور كما ذكرتم أن العزة والقوة العسكرية ، ربما التقنية في النواحي التطويرية في حياة الإنسان أما الناحية الدينية فهي مقتصرة فقط على العبادات ، ولن تكون مصدر العزة ، هذا التصور ربما موجود عند الكثير ؟
الشيخ محمد:
صحيح فيعتزون مثلاً بعمارات شامخة طويلة ، يعتزون بأشياء يعني من متاع الدنيا ، يعتزون بها ، والإنسان يعني صحيح أنه تعظم في نفسه بعض الأشياء لكن ليست هي الأساس ، المشكلة أن الناس تجعل أساس العزة هي القضايا الدنيوية المادية ، وليست الأخروية ، ولا العقيدة الإسلامية ، ولا دين الإسلام (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ، (إن الدين عند الله الإسلام ) ، ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) إذاً أساس اعتزازنا أصلاً بهذا الدين ، أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا اعتزوا بقيس أو تميم ، فإذا هذا الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الذي يجب أن يكون أساس عزتنا ، القرآن فقط ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون ) هذا شرف لنا يعني نعتز به ، العبودية لله ، ومما زادني شرفا وتيهاً ، وكدت بأخمصي أطأ الثريا ، دخولي تحت قولك يا عبادي ، وأن صيرت أحمد لي نبيا ، فإذا من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً ، فإذا نحن كنا حريصين فعلاً على أن نكون مؤمنين حقاً فيجب أن يكون عندنا اعتزام بهذا الدين واضحاً .
المقدم:
جميل جداً ، هنا فضيلة الشيخ لعلي أسألك عن موقف الصحابة وعلماء الأمة خاصة في ترجمة مثل هذا المفهوم إلى التطبيق على أرض الواقع فيما يختص بالاعتزاز؟
كيف ترجم العلماء عزتهم بالإسلام ؟
الشيخ محمد:
الصحابة الذين تربوا على يد محمد -صلى الله عليه وسلم- كانت المواقف التي حضروها معه ، ورباهم فيها على العزة وزرعها في نفوسهم باعتزاز الإسلام وعلمهم كيف يعتزون بالإسلام ، هذه كان لها آثار كبيرة في نفوسهم خاصة في المستقبل ، أينعم إذا رجعنا مثلاً إلى معركة أحد ، بعد المعركة لما أشرف أبو سفيان وقال أفي القوم محمد قال -صلى الله عليه وسلم- : لا تجيبوا لمصلحة ، قال أفي القوم ابن أبي قحافة ، قال: لا تجيبوا ، أفي القوم عمر بن الخطاب قال : لا تجيبوا ، فقال إن هؤلاء قتلوا ، ولو كانوا أحياء لأجابوا لم يملك عمر نفسه ، فقال كذبت يا عدو الله أبقى الله لك ما يسوءك ، إلى هنا ، أبقى الله عليك ما يخزيك قال أبو سفيان مفتخراً ومعتزاً ، أعل هبل ، أعل هبل ، فهو يفتخر ويعتز بالصنم بالرمز رمز القبيلة ، رمز الشرك في هذا ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- أجيبوا ، هنا لابد من الإجابة قالوا : ما نقول ، قال : ( قولوا الله أعلى وأجل ) سبحانه ، فقال أبو سفيان لنا العزى ، ولا عزى لكم ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- أجيبوه ما يجوز السكوت هنا ، لا يمكن لواحد يفتخر بصنم ، ونحن نسكت ، تحقيق التوحيد قالوا : ما نقول : قال قولوا ( الله مولانا ولا مولى لكم ) خلاص ، الآن ألقم حجراً ، رواه البخاري فالآن حتى مع الضعف ومع الهزيمة ومع الجراح مع القتل ، لكن هذه أشياء مادية جسدية ، إنما داخل القلوب العزة موجودة ، لأن المسلم ينطلق من قوله تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا ، وأنتم الأعلون ) يعني وإن انهزمتم وإن قتل من قتل وأنتم الأعلون ، الأعلون بماذا بعقيدتكم ، بمنهجكم ، بدينكم بكتاب ربكم ، بسنة نبيكم ، بأحكام شريعتكم ، هذه عزة .
المقدم:
وهذه يعني ملفت مهم فضيلة الشيخ الاعتزام قد يتصور البعض أنه في الناحية العسكرية فإذا انتصرنا فنحن نعتز بالنصر وبأمجاد هذا النصر ، لكن كما ذكرتم هناك اعتزاز بالسلوك بالتطبيق بالفكر بالثقافة ، بالتربية فهذه يعني نواحي مهمة جداً في الاعتزاز ، إذا أذنت لي فضيلة الشيخ سوف نأخذ بعض المواقف للاعتزاز في الوقت المعاصر لكن بعد أن نشاهد سوياً هذا التقرير الميداني مشاهدينا الكرام فريق العمل في البرنامج أعد لكم بعض استطلاعات الرأي التي تأخذ آراء الشارع عن مفهوم العزة والانهزام ، نترككم مع هذا التقرير ثم نعود إليكم بإذن الله؟
مشاهدينا الكرام أهلاً ومرحباً بكم مجدداً بعد أن شاهدنا وإياكم هذا التقرير واستطلاعات الرأي فيما يتعلق بالآراء حول الانهزام والعزة ، شيخنا الفاضل ربما لكم بعض التعقيبات فيما يخص هذا التقرير ، يعني إذا كان هناك بعض الإغراءات المادية يعني يكون هناك تنازل عن بعض القيم والأسس والمبادئ ، فما رأيكم في هذه القضية ؟
الشيخ محمد:
الذي يحب الله ورسوله سيقدم ما يحبه الله ورسوله على كل شيء ، والذي يحب الدنيا أكثر ، كما أن الله -سبحانه وتعالى- قال : ( قل إن كان آباءكم ) ذكر (وأموال اقترفتموها ، وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله ) فبعض الناس عندهم هذه الأشياء أحب إليهم من الله ورسوله ، فكانت عندهم هذه التنازلات لكن لو كانت العزة الاعتزاز بالدين قوي في النفوس إن هذه التنازلات لا يمكن أن تحدث ، وكذلك العلم الشرعي ، العلم الشرعي هو الذي يجعل الإنسان يقف عند الحدود يعرف أن هذا محرم و لا يمكن أن يعني ينتهكه لأجل مغنم دنيوي ، ولا لأجل تهديد ، ولا خاطر قريب ، ولا شخص طلب منه طلباً أو إحراج مثلاً ، الإيمان لابد يكون في الإيمان قوي حتى يتغلب الإنسان على الإحراجات ، لأن بعضهم يقول إحراج يعني إحراج ، طيب أين الإيمان الذي نتغلب به على هذا الإحراج صحيح جميل .
المقدم:
إذا أخذنا بعض النماذج للصحابة -رضي الله عنهم- واعتزازهم بالدين ، هل هناك نماذج للعلماء واعتزازهم بالدين ، بعد ذلك نأخذ بعض النماذج العملية في زماننا ؟
الشيخ محمد:
يعني كل الصحابة مثلاً ربعي بن عامر -رضي الله عنه- لما جاء إلى يعني قائد الفرس وربط دابته بهذه الوسائد التي جعلوها في المجلس ، ثم أقبل يتكئ برمحه القصير على هذه النمارق من الحرير التي لا يجوز أصلاً افتراشها ، فخرقها وخرق عامتها حتى وصل إلى قائدهم ، يعني كان يرون ليست المسألة يعني فقط إتلاف وتخريب لا ، هي قضية إن هذا الذي أنتم فيه أيها الفرس هو العزة الحرير والديباج والاستبرق ، والمفارش والأثاث والرياش ، هذه عندنا ليست شيئاً الشيء الحقيقي ما هو فإذا لفت النظر إلى هذه المسألة ظهر العزة من خلال موقف ربعي -رضي الله عنه- بالإضافة طبعاً إلى الكلام الذي قاله ، وهذا طبعاً مهم جداً في الموضوع ، أبو بكر الباقلاني رحمه الله ، لما أرسله الخليفة إلى ملك الروم ، طبعاً هؤلاء يعني كيف يعني ما يسجد له ، استعظموها طيب ما هو الحل كيف نخلي المسلم يعني ينحني أو يركع …قالوا نعمل باباً قصيراً هات مهندس الديكور يعملك يا أيها الملك باباً قصيرا ينحني رغماً عنه نخليه ينحني رغماً عنه ، فلما جاء القاضي أبا بكر -رحمه الله- ما يحتاج يرجع للسفارة ويستشير ، لا استدار ودخل بظهره ، بقفاه يعني ، فطبعاً بهتوا وصار عندهم شيء عظيم كبير يعني لأنه كأنه استدبرهم الآن بهذا الدخول ، ثم اتجه إلى يعني قسيسهم الأكبر الأعظم في المجلس فقال له كيف حالك، وكيف حال أهلك وأولادك ، يستفسر طبعاً هؤلاء ما عندهم الحبر والراهب الكبير والقسيس هذا ما يتزوج ، ولا عنده أولاد أصلاً معروف الرهبانية التي فرضوها على أنفسهم وأنهم فوق مستوى الشهوات ، فقالوا ويلك وقر صاحبنا ، وقر كبيرنا ما يليق به الزوجة والأولاد ، قال سبحان الله ، نزهتم صاحبكم عن الزوجة والولد ، ولم تنزهوا ربكم عن
الزوجة والولد ، فبهتوا ، إذا يعني نحن سنجد نماذج كثيرة يعني من سلفنا كيف كان عندهم اعتزاز فعلاً بقضية الإسلام يعني التي جعلها الله تعالى في نفوسهم ، ويعني الذي جعلهم يتجرءون حتى في قضية إنكار المنكر هذه ترى فيها شواهد كثيرة في التاريخ كيف كانوا يدخلون يعني على الكبراء ، فينكرون عليهم كما أن أحد الخلفاء أراد أن يولي رجلاً على الحسبة فقالوا له شاور من معه ، قالوا عليك بفلان هذا يخاف الله ، فأتى به فقال إني وليتك الحسبة ، فقال أبدأ بك اخلع خاتمك الذهب وأزل هذه الوسادة من الحرير ، وافعل كذا وكذا ، أول ما بدأ به ، وهو الذي عينه ، إذا هذه القضية أن الذي عنده إيمان قوي وراسخ كل المواقف فيها تقديم جانب الشريعة ، على أي شيء آخر .
المقدم:
حتى لو كان في من آثارها أن يتعرض إلى النقد والاستهزاء أو يخسر بعض المكاسب الدنيوية ؟
الشيخ محمد:
لأن هذا طريق الأنبياء إذا كان الواحد الآن من أجل مكاسب سنقدم الأشياء الدنيوية ، طيب ماذا سيبقى للدين إذاً .
المقدم:
أنا هنا يا شيخ أتحدث عن بعض المواقف التي تحصل من النساء ، سنتعرض إلى بعض النماذج من النساء ، هنا بعض الأخوات مثلاً حينما يذهبن إلى الأعراس ، ويردن الإنكار على الحضور يعني يحصل الإحراج ، والعدد كبير ويعني يحصل اضطراراً يحضرون مثل هذه الأعراس ، ويندر أن يكون نموذج أو بعض الأخوات التي تنكر بعزة وبافتخار ، وكأن الحق معها ، وهو الحقُ معها ، فكيف نوصل الرسالة إلى معاشر النساء ؟
الشيخ محمد:
يعني الحمد لله يعني يوجد في الواقع يعني هذا الدين العظيم تغلغل في نفوس عدد كبير من المسلمين ، ونرى يعني في مختلف الأماكن حتى بعض المسلمات عندما يسافرن إلى الخارج ترى الاعتزاز منهن بالحجاب ليس فقط في حفلة زواج في الداخل في الخارج ،ونرى كذلك مثلاً هذه الأستاذة المساعدة في قسم الفيزياء لما ذهبت لتستلم جائزة لبحثها الذي قدروه في الغرب ذهب معها وليها وبحجابها الكامل فيعني هذه نموذج ، نموذج يعني حدثنا بعض الإخوان في الحرم هذه السنة في الحرم جاء رجل خبير مالي مسلم كبير من بريطانيا ، قال أنا لما يعني جاء في ذهني إنشاء فرع لمصرف إسلامي في بنك غربي ، هناك ، فاستفتيت أحد العلماء فقال ما دمت ستقيمه على الشريعة الإسلامية افتحه فبدأت أنا واثنين معي من الخبراء المسلمين ففتحنا الفرع ، ونمت الموجودات إلى أن بلغت ستمائة وخمسين مليون دولار حتى خشي القائمون على المصرف الأصلي أن هذا الفرع الإسلامي يبتلع الأساسي ، فطالبوا فصله بإدارة مستقلة ونحو ذلك القضية خشية أن يستحوذ فرفض ، قال أنا لا يمكن أن أوافق على هذا وانسحب وذهب إلى مصرف آخر يبدأ فيه مشوار جديد يقول معي أهلي وأخبركم أن بنتي ذات الخمسة عشر ربيعاً كانت الخامسة على بريطانيا ولما أخذوا العشر الأوائل لتكريمهم عند ملكة بريطانيا دخلت ابنتي بالحجاب الكامل ، طيب هذه نماذج، هذه نماذج نحن نعتز بها يعني ، عندما .
المقدم:
نموذج تركي يا شيخ دخولهم بالحجاب الرسمي ؟
الشيخ محمد:
وتحملت عدد من الأخوات المسلمات الفصل من الجامعة والإيقاف عن الدراسة ، لأنها تقدم حجابها على قضية الشهادة وعلى قضية الوظيفة ، وعلى قضية ما ترضى يعني بالتنازل ، بل إن بعض المسلمات الجديدات اللاتي دخلن في الإسلام حديثاً مثل تلك المرأة الكندية التي دخلت منذ سنة ونصف هي تعتز بحجابها الكامل ما عندها أبداً ، ومع الأسف لما جاء ما يسمى بمفتي إسلامي إلى ذلك المركز الإسلامي ورأى يعني كانت هذه المرأة المسلمة ، فمد يده يصافح الحاضرين وكانت هذه المرأة على مقربة ورفضت أن تصافحه فقال لها أنتِ إرهابية ، يعني -سبحان الله - هذه مسلمة جديدة عندها تمسك بالدين أكثر منك أيها المفتي المزعوم، ثم تتهمها بهذه التهمة يعني شوف الطعن أحياناً من الخلف ماذا سيكون أثرها ، والاعتزاز بالشعائر والصلاة وإقامة الصلاة على مرأى من الناس أحياناً يعني التمسك أو القيام بهذه العبادات دون تكلف أصلاً ما هي مسألة تكلف ، ورفض المغريات أحياناً عمل يكون فيه شبهة تقديم خمر أو تقديم يعني أحياناً أنواع من المحرمات فيرفضه ، قد يكون فيه إغراءات في المؤتمرات أحياناً يقوم واحد من المسلمين يؤذن فالمؤتمر كلهم يقفون احتراماً لعقيدة هذا الرجل وينتظرون فرصة يعطونه مدة للمسلمين هؤلاء ليصلوا المشاركين احتراما لدينهم وعقيدتهم ونحن أحياناً في أشياء موجودة عندنا نمنع بعض الطلاب من أداء الصلاة مع أن الوقت خطير والامتحان يقول لا الامتحان أهم ، طيب كانت العملية بسيطة ممكن تخرج بنتيجة ، بعض الرياضيين المسلمين يعني كان لهم مواقف في العزة ممتازة يدل على أن الإسلام لو تغلغل في أي قطاع وفي أي نوع من الأشخاص ستأتي نتائج مذهلة.
أين العقيدة ، أين الدين أين يعني هذا الذي نزل من رب العالمين ، هل في قوانين مثله ، ألسنا متفوقين عليهم به ، ألسنا متفوقين عليهم في علاقة المخلوق بالخالق ، بل متفوقين عليهم أيضاً في علاقة المخلوق بالمخلوق ، ألسنا متفوقين عليهم في الأحكام ، ألسنا متفوقين عليهم في العبادات ، ألسنا متفوقين عليهم في العقيدة ، أليسوا يعبدون حجراً وشجراً ، وبقراً وصليبا، ونحن نعبد الله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، فلماذا نتخاذل خلاص لأنهم غلبونا في بعض المعارك وعندهم أسلحة أكثر من أسلحتنا وعندهم قمح أكثر منا ، وعندهم تقنية ، وعندهم أشياء يعني خلاص نحن سنركع لهم ونتخلى عن دين وعن مبادئ وعن عقيدة وعن أشياء ، وأحكام من أجل عيونهم لماذا يعني فقضية تقليد المغلوب للغالب ، المغلوب مولع أبداً بالاقتداء به في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده ، كما يقول ابن خلدون -رحمه الله- ، وهذه مصيبة يعني نحس البعض يحس أن خلاص الغرب اكتسح ، لا نحن الآن مهزومين ونحن ، ليش طيب ، ولا تهنوا ولا تحزنوا ، لما شوف هزيمة أحد المعركة التي حصلت فيها هزيمة وقتل للمسلمين ، وجراح ومصيبة ، هي التي جاء فيها ، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ، إن كنتم مؤمنين ، لا تهنوا ولا تحزنوا ، فلماذا لا نشعر بهذا الشعور .
المقدم:
طيب سنواصل بإذن الله تعالى مظاهر الإنهزامية ولكن بعد فاصل قصير بإذن الله تعالى ، مشاهدينا الكرام فاصل قصير ثم نواصل المسير فابقوا معنا ؟
نستأذنك مرة أخرى فضيلة الشيخ نتابع مع المشاهدين الكرام بعض استطلاعات الرأي التي إخوة قضوا سنين من حياتهم في بلاد الغرب ، وكيف ينظرون لمنظار العزة والانهزامية ثم نعود مشاهدينا الأعزاء استطلاعات الرأي ثم نعود بإذن الله ؟
فقط أنا أحرس المسجد وأقوم بترجمة بعض البروشورز ، يعني عن الإسلام باللغات العربية الإنجليزية والعربية والفرنسية ثم أدعوا إلى الله -سبحانه وتعالى- قد أقف في الشارع وأدعوا للناس أعطيهم نبذة عن الإسلام أوزع هذه الأوراق التي أطبعها ؟
المقدم:
مشاهدينا الكرام أهلاً ومرحبا ًبكم ، وبعد أن تابعنا وإياكم هذه الاستطلاعات ، لعلك يا شيخ إذا كان لديك تعقيب على ما ذكر بعض الإخوة ، وهنا فقط أنا أسأل بعض الغربيين الذين يدخلون في الإسلام يكون اعتزازهم بالإسلام أكثر من بعض الإخوة الذين قد ترعرعوا في ديار الإسلام ؟
الشيخ محمد:
أنا حصل لي يا شيخ موقف أثناء الطيران حينما أتيت إلى هنا كان في الطائرة طفلان صغيران يعني ربما ثلاث سنوات والآخر أربع سنوات يتحدثون باللغة الإنجليزية في جميع شئون حياتهم في الطائرة أي ونت تو كدة كده بليز جف مي كده ، استغربت أنا عن الخطاب منهم مع أنهم من هذه البلاد وحينما نظرت إلى أمهم وجدتها تحدثهم بمثل هذه الكلمات بليز جيف مي حتى تؤصل فيهم هذه اللغة أنا استغربت من هذا لأجل أن يكتسبوا اللغة الإنجليزية باحترافية هل هذا المقصود فيهم ؟
الشيخ محمد:
هي ربما تقصد هذا ، لكن هل هذا صحيح في التربية يعني أن تتفوق اللغة الإنجليزية عند الولد عن العربية ، يعني والله لو تأسس على العربية لفترة طويلة وصار قوياً وضليعاً بها ثم نقلناه إلى لغة أخرى مثلاً وليأمن مكر القوم ونكتسب أشياء للإسلام كان قلنا والله هذا مقصد يعني ممكن ، لكن الآن هذا الولد منذ نعومة أظفاره نزاحم ما تعلمه بالعربية على قلته بلغة أجنبية أخرى على أي شيء ينشأ وكيف سيكون حاله ولسانه في مستقبل أمره ، وقضية الاعتزاز بلغة غيرنا وتاريخ غيرنا وملابس غيرنا ،ويعني مظهر غيرنا ، ويعني تعليم غيرنا مع الأسف طبعاً أنت ممكن تقول إنه عندنا تخلف في جوانب إدارية في جوانب تعليمية في العالم الإسلامي لكن ليس معنى هذا أن نفتخر بما عند القوم احنا ممكن نأخذ إيجابيات التي عندهم ونطبقها لدينا ، لكن أن نقول يعني هم هذا إسلام بغير مسلمين ، عندهم جوانب إيجابية نعم ، لكن ما وصل أن يكون عندهم إسلام .
المقدم:
طيب يا شيخ من مظاهر الانهزامية نجد بعض المثقفين حين يستشهد في كتاباته وفي بعض المقولات يستشهد من بعض مقولات الفلاسفة الغربيين ويستحي حقيقة أن يستشهد بآية قرآنية ، أو بأثر للنبي -صلى الله عليه وسلم- أو قول من أقوال السلف الصالح يقول يعني أجد حرج في ذلك بينما يحب الاستشهاد بالفلاسفة بشكل كبير هل هذا يعتبر مظهر من مظاهر الانهزامية ؟
الشيخ محمد:
شخصية محمد -صلى الله عليه وسلم- لماذا لا تؤسس يعني بنود ومعالم ، وما اتصفت به هذه الشخصية النبوية في النفوس الصحابة كيف عاشوا القصص قصص الأنبياء : ( إن تسخروا منها فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ) يعني تجد حتى كلامهم ، سبحان الله ما فيه قضية يعني الخنوع والوهن التوسل ، لا ما كانت هكذا ، وليست أيضاً في ذلك الوقت قلة أدب ، صحيح ، ما هي قضية سب وشتم ، وأيضاً يعني يجب أن نربي أبناءنا وبناتنا على إظهار الأحكام الشرعية ، إظهار العبادات ، هذه قضية مهمة إظهار العبادات ، حتى لا يخجل الولد من أداءها ثم ترى أداءُها أمام غيرنا فيه دعوة يعني مبطنة أو دعوة ضمنية لهم ، بأن يلتفتوا إلى هذا الدين الذي فيه هذه الأحكام ، لماذا أسلمت بعض الخادمات ، بعض الموظفين عندنا في شهر رمضان ، ليه لأنهم رأوا صيام ، ما في أكل ما في فطور ما في غداء ليش ما في غداء ما السبب لكن لما تجد والله يعني واحد يقول وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحوم الكلاب ، مراعاة لمشاعر الكوريين ما شاء الله مشاعر يعني قضية إنه لا حتى ما تتكلم في حكم لحم الكلب مراعاة لمشاعر ، طيب وأيضاً قل وإذا ذهبوا إلى أوروبا لا يتكلموا في تحريم لحم الخنزير ولا في تحريم القوم مراعاة لشعور القوم وبعد ذلك يقول واحد ولا نتكلم في تعدد الزوجات حتى ما يأخذوا فكرة عنا أننا شهوانيين ، وإذا قالوا لك إن محمد -صلى الله عليه وسلم- عنده أكثر من زوجة انفي وقول ما في إلا واحدة ، وبعضهم المشكلة يكذب كله إرضاء لشعور القوم وحتى ما يتكلموا علينا إنت ممكن تسكت عن بعض الأشياء ما تقولها لأجل المصلحة الشرعية ، لكن ليس أن تقول الباطل ، وأن توافق على الباطل إرضاءً للقوم ، يا أخي إن كان بعض الناس يقولون تمسك بالإسلام من غير إيذاء، ما يمكن لابد أن يحصل لك أذى ، إذا كان أكثر الناس الذين أمامك ، بعض الناس
ينفي الحدود الشرعية ، بل بعضهم يجاهر يقول لا والمرأة المسلمة تتزوج غير مسلم ما في مشكلة ، والمساواة في الجميع ليش لماذا يعني قضية ، إلى هذا الدرجة التمييع يعني ، وطبعاً قضية الفنون وما الفنون وما فيها من المنكرات ، الإفتاءات الآن كثيرة جداً التي فيها يعني مراعاة الهوى ، أو قضية الأخذ بالتربيت على القوم طيب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، فنحن نحتاج حقيقة إلى اعتزاز بالأحكام ونربيهم على الاعتزاز بالتاريخ الإسلامي الآن مَن من الشركات في العالم الإسلامي عندهم تقويم هجري .
المقدم:
النظام المحاسبي لا يسمح بالهجري بل بالميلادي ؟
الشيخ محمد:
طيب ليش ما عجزت الحسابات ما يمكن برمجتها إلا بهذه الطريقة لكن نحن يقول لك مواكبة للنظام العالمي ، طيب على الأقل يكون عندك أنت هذا معمم في الشركة ، في المدارس أن نستعمله ، على الأقل يعني بجانب التاريخ الآخر طيب قضية اللغة أيضا العربية .
المقدم:
نختم باللغة يا شيخ في نصف دقيقة كيف يعني يمكن أن نحيي معالم العزة في اللغة العربية ؟
الشيخ محمد:
اللغة طبعاً يعني عندما تكون العناوين والشعارات وأسماء المحلات والشركات بل أسماء الأشخاص إذا كانت أجنبية في أجنبية فهذه عناوين هذه تدل على أن لها مضمون ، تدل على شيء في الداخل فلذلك ينبغي فعلاً أن نؤصل كما قضية لو طلبوا مني تغيير اسمي اللي شاهدناه في الحوار يعني ، فبعض المنهزمين ممكن يقول أغير ليش لا بحط اسم غربي أنا واحد كان اسمه محمد كذا فكان يرفض أن ينادى بهذا الاسم إلا أن ينادى ديفيد ولا يرد على اللي يناديه محمد أصلاً يعني فإذا صارت المسألة الهزيمة إلى هذا الحد واستخدام مصطلحات دائمًا لغات أعجمية دائماً الفرنسي لا يقبل غير لغته بوش وشيراك كل واحد كان معه مترجم يعني مع أن شيراك يعرف الإنجليزية ، لكن يتكلم مع بوش باللغة الفرنسية ، لماذا اعتزاز ونحن ليش نحن أقل منهم ، يعني هل دينه أفضل من ديننا ، فلماذا لا يكون عندنا يعني هذه العزة .
المقدم:
طيب نحن في ختام هذا اللقاء نشكركم فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد وشكراً لكم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم ونتواصل معكم دائماً وأبداً من خلال برنامجكم الراصد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يهمنا فالمرجو ترك تعليق